وقلة ، ولما في عوائدهن من إعطاء الحرية للشعر وإعفائه من الأذى فتبدو وجوه ذوات الشوارب واللحى. وهن كثيرات ، كالسعالي. كانت تقسم السيدة عائشة رضي الله عنها بقولها لا والذي زين الرجال باللحى ، وقد جاء أنه قسم الملائكة. وأنا أقول لا والذي زين النساء بعدم اللحى. عرفت بهاته الصفة عدة نسوة في كثير من بلدان المملكة التونسية لما وجدت أجسامهن وشعورهن على ما رأيت في طولوز فاستغربن مني ذكر نسبتهن إلى طولوز بدون سابق معرفة. فما أشد تأثير ماء الكارون في خصب الأرض وأجساد البشر وتوليد النبات. والشعر يظهر أن الأسعار رخيصة والمهن بسيطة مع بقايا من الميل لملايمات الحضارة من آثار السمعة الماضية ، وربما بقيت أيضا في هذه العاصمة العائلات الماجدة والنباهة الفطرية وعلو الهمة الماضية والأريحية المتوارثة. والآن لها شهرة بالتعليم وبها على ما بلغني بعض الصنائع الجيدة كالنقش والدهن وغيرهما بقية ممن سلف. وهكذا شأن العواصم في أدوار تأخرها تبقى بها آثار جودة الصنائع التي تمكنت منها ، يتوارثها الأبناء عن الآباء لا يتحولون عنها لما لم يجدوا سواها وسيلة للتمعش ، فينساقون إليها بحكم الضرورة وتسهل عليهم من عهد الفطرة ويحنون إليها بالإلف والمشاهدة من عهد الآباء الذين ربما كتموا سرها وضنوا به عمن سواهم وتركوه لهم كنزا نفيسا بزعمهم لا يعتريه كساد أو نفاد. أو لم يعلموا أن الله يفعل في البلاد والصنائع والعباد ما أراد؟ لذلك تجد بعض الصنائع خاصة ببعض العائلات ومتسلسلة متوارثة في أفرادها وإن لم ينتفعوا بها حتى تقتلهم لاقتصارهم عليها ويقتلونها باقتصارها عليهم. حياة طولوز الآن ، فيما يظهر بالفلاحة وتجارة الحبوب والحيوان ، ولم أر فيها معامل أو حركة في تجارة المصنوع. وشاهدت كثيرا منهم يشتغلون بصيد حيوانات الماء العفن بالخلجان في أحواز المدينة.
المعابد
دخلت كنيسة دوتورو «الثور» وبها صورته وكنيسة صان سيرنا العتيقة من القرن ١١ م وطولها أمتار ١٥٠ ، وعرضها نحو ثلث ذلك ، وارتفاعها يقرب من عشرين ميترو.
حدثوني بأن لها سمعة ، وأرباب الديانة يقصدونها من شاسع البلدان. رأيت بها