بالعرب الذين أتوها من جهات الأندلس. ولا تزال هناك بقية من بناءاتهم ومسحة من جمالهم وسماتهم. صرح لي هذا المستعرب بإعجابه وابتهاجه بالخصال العربية ، عرف ذلك من الامتزاج بهم في شمال إفريقيا وفهمه لغتهم «واللغات نعم العون على اكتشاف الحقائق». وكانت زوجته آخذة في مبادي اللغة العربية فشجعتها على الاستكمال فيها ، عسى أن تشكرني على ذلك يوما ما عند ما تستفيد من الكشف عن عوائد العرب وآدابهم مثل ما شكرت من شجعني على الأخذ في تعلم اللغة الفرنساوية. أخبرني زوجها بأنها تحسن ركوب الخيل جدا فقلت له إنها كجان دارك الفرنساوية صاحبة الفروسية والوقائع الحربية مع دولة الأنكليز التي كانت أضرت بالمملكة الفرنساوية في حرب المائة عام من أواسط القرن ١٤ إلى أواسط القرن ١٥ م وما كدت أستوفي عبارتي حتى بادر هذا المستعرب غير متمالك إلى تصفيق الاستحسان ، وقال قد سرني ذلك منك بقدر ما سرني اطلاعك على تاريخ فرانسا.
مر بنا القطار مجدا على كركسون وسباخ نربون حيث تراءت لنا ربى هاته المدينة شمالا وشاطئ البحر الأبيض جنوبا وبلغنا عند انصراف الهاجرة إلى مونبليي.
مونبليي
بناءاتها على ربى وانحدار. ضيقة الشوارع في البلد القديم ، أما محطة سكة الحديد التي جاءت جنوبها فساحتها بها البناءات الجديدة والطرقات المتسعة والأشجار المرتبة. سكانها فوق السبعين ألفا.
الطب
زرت المكتبة الطبية مع الدكتور إمان الذي أطلعنا بواسطته على أحوال المدينة.
والمدرسة الطبية في مونبليي عتيقة ومبدؤها يرجع إلى ما طفح به كأس الأندلس من العلوم الحكمية على جنوب غلية ، وبها مخطوطات عربية ، من بينها كتاب عليه «كتاب بحر الوقوف في علم الأوفاق والحروف» ألفه عبد الرحمان ابن محمد