ما تفوز به لدى الأمة والحكومة بعظيم الجزاء وطيب الأحدوثة.
وبعض الناس لا يفهمون لأعمال النابغين معنى ، ولا يقيمون لهم وزنا ، بل ربما ثبطوا العزائم بما يغمطون من الحقوق ، وارتكبوا بذلك في جانب الصالح العام أكبر عقوق. والسلطان سوق يجلب إليها ما يروج فيها من البضائع ، وقد يروج في بعض الأحيان زائف المبيعات ومذموم الصنائع. ومرجع سياسة التنشيط والإكرام. والمقصد المراد منها على الدوام ، هو التحصيل على ما تبرزه القوى البشرية مما يعود بالنفع العام.
اللباس
أما اللباس فهم فيه على المعروف منهم عندنا بالمملكة فالسواد للرجال في الأثواب الظاهرة ولبعض النساء أيضا ، وبالأخص في الحداد ، وغالبهن يلبسن المصبغات وأنواع المزركشات ويتغالين في أثمانها ويتناغين في أشكالها وألوانها.
وتقدم لنا طرف من هذا في كرونوبل والأوبرا وذكرنا أن للمرأة عندهم كل شيء.
وأكثر ما تختلف أشكال اللباس عندهم فيما يوضع على الرؤوس. وفي الجهات الجنوبية من فرانسا تجعل النسوة طاقيات بيضاء لطيفة بترتيب خاص على رؤوسهن.
ويستلفت أنظارهم الغريب ولباسه ، وبالأخص اللباس العربي الجميل ، وهم متهيئون للتعرف به ومجاملته بأدنى مناسبة على خلاف عوائد بعض الأجناس الذين لا يكلمون من لم يعرفوه إلّا بواسطة تربط بينهما التعارف.
واللباس العربي كاللغة العربية التي تقدم الكلام عليها في مدرسة اللغات الشرقية وتشعبها إلى عدة لهجات بحسب الأقطار والجهات ، فليس لباس العرب الآن على ما كان عليه في القرون السالفة ، ولا لباس الأسيويين كالإفريقيين ، ولا سكان شمال إفريقيا بمتحدين على طريقة واحدة. فقبائل المملكة الواحدة وسكان مدنها وقراها تجد لكل قوم منهم عادة متبعة في اللباس يخالفون بها غيرهم ويتميزون بها في عين الرأي المتبصر بأول نظرة ، كما تميز الأذن بين هؤلاء في لحن القول ، وبالمملكة التونسية لباس المدن يغاير القرى وهذان يخالفان لباس البوادي ، كل ذلك في الرجال والنساء وفي