٣. والانكباب في عموم الجهات على العمل في الليل والنهار ، وكأنهم كتبوا نصب أعينهم ما حكاه الشيخ رفاعة «الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما». وذلك ما أغناهم عن السفايف ، وأشغلهم عما لا يعنيهم ، وقد صار كل ذلك ملكة راسخة يتلقاها الخلف عن السلف.
٤. بشاشتهم في وجه الغريب ومجاملتهم للتونسي.
١ ـ أما في باريز فالحركة العظمى من كثرة الساكن وتلاطم أمواج المخلوقات وأنواع أدوات النقل.
٢ ـ حسن الترتيب والتحسين في كل شيء سواء في ذلك الإدارات العامة والخاصة والمنازل واللباس.
٣ ـ الحضارة المنتشرة والثروة المحسوسة والبذخ المجسم.
٤ ـ نباهة البوليس الساهر على حفظ النظام المعتني بالغريب قياما بالواجب. وعلما بأن هذا مما يعود عليه بالشكر وعلى بني جنسه بحسن الذكر.
الخاتمة
نجز بعون الله في مثل شهري الرحلة «رجب وجوان» من العام الموالي سنة ١٣٣٢ / ١٩١٤ ما توخينا رسمه وانتخبنا رقمه مما جمعناه بمفكرة السفر واستحضره الفكر مما سمعته الأذن أو وقع عليه البصر ، وكذلك ما نفثته القريحة أو جادت به الحافظة مما له علاقة بالموضوع ، أو مناسبة تهم المشروع ، والحديث شجون ، والتوسع في الكتابة يجر إلى إدراج مسايل جمة من عدة فنون. وأرجو أن يجد القارئ في هذا الكتاب مبتغاه ، ويصادف به ما يطابق هواه. والله أسأل أن ينفع به كل من طالعه أو خطر له أمر فراجعه وأن يكفيه نظرات التعسف ، واعتراضات التكلف. وهو حسبنا ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.