المفخم المسيو لوبي رئيس الجمهورية الفرانسوية الذي أتى لتونس عام ١٩٠٣. ومن مآثره في تلك الزيارة وضع الحجر الأساسي للتكية بتونس وقد كنت أرختها ونص ما نشرته جريدة الحاضرة المؤرخة بيوم الثلاثاء في ١٦ صفر ١٣٢٤ الموافق ١٠ أفريل ١٩٠٦ عدد ٨٨٧.
صدى التكية
هبت على القيروان شمول هاته الحسنة فحركت قريحة الفاضل الأديب الشاعر المطبوع السيد محمد المقداد الورتتاني فجادت بأبيات بديعة تاريخا لهذه المنقبة التي سيسرمد الدهر ذكرها ، ولذلك نبادر لإثباتها هنا خدمة للتاريخ وللأدب ، وسيرى القاري الكريم ضمن البيت الخامس منها ذكر اسم المفلق هيكو صاحب كتاب البؤساء ، وما هذا الاستنباط الغريب في فن القريض العصري إلا من البديعيات في كلام هذا الشاعر التونسي ، ووقع نظيرها في كلام نخبة من شعراء الإسلام منهم الأديب ابن الصايغ حيث قال ضمن قصيدة فريدة «كأني هميروس لدين محمد».
ومعلوم أن هميروس هذا هو الشاعر اليوناني صاحب الإلياذة التي ملأ ذكرها الآفاق ، أما الأبيات المشار إليها فإليك هي بحروفها :
قف ورز للبر قصرا أنفسا |
|
من خطوب الدهر يحمي الأنفسا |
منزل تبارك الله سما |
|
ونما خيرا نضيدا حبسا |
هيأت جناته رفقا بمن |
|
حالك العصر عليهم عسعسا |
فيبيتون وقد لاذوا به |
|
وإذا صبح المنى تنفسا |
ليت هيكو الفيلسوف البشري |
|
حاضرا قصر نعيم البؤسا |