طلعته وأيد رجال دولته رحلة في عام ١٣٣٠ ـ ١٩١٢ إلى باريز ، ومعه وزراؤه الكرام ، رجع بها الزيارة إلى جناب المفخم رئيس الجمهورية المسيو فاليار الذي أتى للمملكة التونسية عام ١٣٢٩ ـ ١٩١١. وقد تكفل قلم الكاتب البليغ والمؤرخ الخبير سيدي محمد بن الخوجة ببسط القول على تلك الرحلات بما جلى في كتاباته وتحاريره على كل سابق وسن الطريق في أساليب التآليف لكل لا حق.
السفر على وجه البحر كالنفي والأسر
أسرت الروم عبد الرحمان بن أنعم في البحر ومضوا به إلى القسطنطينية ثم افتدي مع من افتدي من الأسرى. وكان الملك هم بقتله فحرك شفته بقوله : الله ربي لا أشرك به شيئا فسأله الملك عن ذلك فأعلمه بما قال فأطلقه لذلك. وكذلك وزمار بن صقلاب أمير مغراوة وزناتة أسره عبد الله ابن أبي سرح وأرسل به إلى سيدنا عثمان ، فلما أسلم أطلقه وصار له ولذريته من بعده ذكر ونفع للأمة وانتماء وتشيع لصاحب الولاء. وغالبا يكون القسم الأول لأسباب سياسية وأحكام إدارية. وقد سارت لأجل ذلك سفينة نابليون إلى جزيرة هيلانة وسفينة إسماعيل باشا والي مصر ، وغيرهم من عظماء الرجال كثير. والثاني يكون لاختلاف الأمم وينشأ عنه الرق في الإسلام على شروط معلومة وأحيانا لمجرد التعدي في صحراء السودان والممالك الغير المنظمة والقرصنة في لجج البحار وشواطئها. وقد أجمعت الآن آراء الدول على إراحة البشر من ذلك كله.
٥. السفر الأدبي :
١. كزيارة الأقارب والأوداء لإزالة الشوق وتمكين المحبة.
٢. أسفار الزفاف. سافر سيدنا عمرو بن العاص إلى الإسكندرية إجابة لدعوة شماس بها كان عرفه في الشام في بعض رحلاته التجارية. والشماس في وجهة