٢ ـ التباعد عن القهاوي التي تجلس بها النسوة ذوات الحرية وتغشاها غير ذوات الأزواج ويكثر اجتماعهن فيها وبالأخص ليلا.
٣ ـ التنبيه في الطرقات للسيارات «الأتوموبيلات» لكثرتها وسرعة سيرها لأنها أضرت بكثير من الناس من أبناء البلاد فكيف بالغريب الذي تصعب عليه بباريز السباحة في تيار الطرقات المفعمة بحشر من البشر والحيوان والعجل وضروب آلات النقل السريعة. وسيأتي ذكر هاته المسايل في مواضعها.
والعلم قبل السفر بالأماكن المقصودة والإحاطة خبرا بشؤونها والاحتياط لما يهم المسافر منها مما يوفر الاستفادة والأمن والمال للمسافر عند الوصول إليها كما لا يضيع على المسافر الوقت في البحث والسؤال. والوقت للمسافر أنفس من المال.
من القيروان إلى باريز
المسافة بين القيروان وباريز نحو خمسين ساعة برا وبحرا ، فالراكب من القيروان بالقطار على الساعة الرابعة ونصف صباحا يوم الجمعة مثلا يدرك السفينة التي تخرج من مرسى تونس على الساعة الثانية بعد الزوال ، ومن الغد يوم السبت مساء يصل إلى مرسيليا مرسى التجارة العظمى بفرانسا على الساعة الثامنة مساء ومنها إلى باريز. والحصص اللازمة للتنقل بين مراكب البر والبحر في العدوتين قليلة جدا ، ومدة السفر الحقيقية من القيروان إلى تونس سبع ساعات في القطار ، وفي البحر ثلاثون ساعة ، ومن مرسيليا إلى باريز نحو اثنتي عشرة ساعة في القطار السريع جدا ، ولا يقف بعد مرسيليا إلّا في ست مراكز فقط وهي أفينيون ، فلانس ، ليون ، ماكون ، ديجون ، لا روش ثم باريز. وبعض القطارات تصل في أربع عشرة ساعة فما فوق.
فالجملة نحو يومين بين القيروان وباريز التي هي مسافة نحو ألفي كيلومتر فمن القيروان إلى تونس على طريق سكة الحديد نحو مائتي ميل ، ومن تونس إلى مرسيليا بحرا ٨٨٥ ميلا ومن مرسيليا إلى باريز ٨٦٢ ميلا.