الإدارية. أما كتابه الآخر «أنساب الأشراف» ففيه معلومات قيمة عن الخوارج في البحرين وحركاتهم ، كان قد انفرد بها ، وفيه أيضا معلومات مهمة عن الإدارة. وقد استمد البلاذري معلوماته من المؤرخين المسلمين الأوائل أمثال أبي مخنف وابن الكلبي والهيثم بن عدي وأبي عبيدة والمدائني وابن سلام. ومع أن معظمهم ممن اعتمد عليه الطبري كما يتجلى ذلك من الإطلاع على رجال السند في كلا الكتابين أو على ما يرويانه إلا أن البلاذري يتميز بأنه أكثر اهتماما بالنواحي المالية والاقتصادية والاجتماعية والعمرانية ، فهو يورد عنها أخبارا كثيرة بعضها غير مذكور في الطبري بالرغم من أنه أقلّ تفصيلا وأنه كثيرا ما يهمل أسانيد أخباره ، وقد نقل ياقوت كثيرا مما أورده البلاذري في فتوح البلدان عن البحرين.
وهناك مؤرخون آخرون كالدينوري (ت ٢٨١ ه) مؤلف الأخبار الطوال ، واليعقوبي (ت ٢٨٤ ه) صاحب تاريخ اليعقوبي والمسعودي (ت ٣٤٦ ه) صاحب كتابي مروج الذهب والنبيه والأشراف ، ولكن المعلومات في كتبهم مختصرة وقلما تهتم بالإسناد إلا أن فيها إشارات مهمة عن البحرين وعلاقتها بالفرس وعن الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والإدارية وانتشار الإسلام فيها.
إن بعض المعلومات التي ذكرها هؤلاء المؤرخون تختلف عما أورده الطبري والبلاذري مما يدل على أنهم استمدوها من مصادر تختلف عن مصادر المؤلفين السابقين ، إلا أن عدم ذكرهم الأسانيد لرواياتهم يجعل من الصعب تحديد المصادر التي استقوا منها هذه المعلومات.
وفي كتب الجغرافية معلومات قيمة عن موقع البحرين وحدودها وطوبوغرافيتها ومياهها ، وعن المدن والقرى والسكان والحياة