وصول الرسول إليها أمرا مستحيلا ، أما المصادر فتؤكد على صلة البحرين التجارية بالحجاز قبل الإسلام وبعده (١) ، أما الردة فلم تكن بالقوة التي يتصورها كايتاني ، وقد استطاع العلاء الحضرمي أن يقضي على المرتدين (٢).
وفادة عبد القيس على الرسول صلى الله عليه وسلم : ـ
ذكرت المصادر لعبد القيس أنه أرسل وفدان على رسول الله ، فأما الوفادة الأولى فهي برئاسة الأشج (٣) : ـ
يروى ابن سعد أن الأشج أرسل صهره وابن أخته عمرو بن عبد قيس مع قافلة تحمل التمور إلى مكة للتجارة بها ، وأوصاه بالحصول على المعلومات الكافية عن النبي ، وقد وصلت القافلة عام الهجرة وأسلم عمرو ، وطلب منه الرسول أن يدعو خاله الأشج إلى الإسلام ، ثم عاد إلى البحرين وأخبر خاله بما رآه وسمعه ، وعندئذ أسلم الأشج وكتم إسلامه ثم وفد مع نفر من أهل هجر على رسول الله في المدينة فأسلموا (٤).
__________________
(١) عن علاقة البحرين التجارية بالحجاز انظر الفصل الرابع.
(٢) انظر يوم جواثا في الفصل الثالث «جواثا».
(٣) اسمه المنذر بن عائذ وسوف تأتي ترجمته فيما بعد.
(٤) ابن سعد / ٥ / ٤١١ ، انظر ابن قتيبة / المعارف / ٣٣٨ ، وفي ابن حجر / الإصابة / ٢ / ١٧١ «كان الأشج أشج عبد القيس واسمه المنذر بن عائذ بن الحارث بن المنذر بن النعمان العبدي صديقا لراهب ينزل بدارين فكان يلقاه في كل عام ، فلقيه عاما بالزارة فأخبر الأشج أن نبيا يخرج بمكة يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ، بين كتفيه علامة ، يظهر على الأديان ثم مات الراهب فبعث الأشج ابن أخته من بني عامر بن عصر يقال له عمرو بن عبد قيس ... وبعث معه تمرا يبيعه وملاحف ...» ، وفي رواية أخرى أن منقذ بن حيان أحد بني غنم بن وديعة كان متجره إلى يثرب في الجاهلية فشخص إليها بملاحف وتمر من هجر بعد هجرة