بالبرد (١) ، والراجح أن للمنذر تبعية اسمية للساسانيين وأن سلطته كانت واسعة على أهل المدن ، أما على القبائل فقد كانت سلطته محدودة ضيقة ، كما أن نفوذه لم يمتد إلى جميع أجزاء البحرين ، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم أرسل عدة كتب (٢) كل منها إلى مجموعة معينة في البحرين وإلى عدد من كبار رجالها (٣).
الإدارة الإسلامية في القرن الأول الهجري : ـ
بعد انتشار الإسلام في البحرين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم بقي المنذر ورؤساء القبائل ، وبعد القضاء على الردة واستقرار دولة الإسلام وهيمنتها على كل جزيرة العرب وأصبحت البحرين جزءا من دولة الإسلام ، جعلت تابعة في إدارتها للحجاز (٤) ، وفي زمن الخليفة عثمان بن عفان ألحقت البحرين بالبصرة (٥) ، عند ما أصبحت الأخيرة قاعدة لفتوح فارس وجنوب إيران (٦) ، فصار ولاتها تابعون لأمير البصرة (٧) ، وقد عزز هذا صلة البصرة بالبحرين ووثقها ، وكان من
__________________
(١) الجاحظ / كتاب البغال / رسائل الجاحظ / ١٦ / ٢ / ٢٩٢.
(٢) عن كتب الرسول انظر الملحق الأول.
(٣) انظر كايتاني / ٦ / ١٢٥.
(٤) ابن عبد ربه / العقد الفريد / ٥ / ٨ ، أبو نعيم الأصبهاني / تاريخ أصبهان / ١ / ٢٩.
(٥) خليفة بن خياط / التاريخ / ١ / ١٣٦ ، أنساب الأشراف ج ٨ ورقة ١٦ أ، الطبري / ١ ق ٥ / ٢٨٣٢ ، الكامل / ٣ / ١٠٠ ، الذهبي / تاريخ الإسلام / ٢ / ٨١ ـ ٨٢ ، ابن خلدون / ٢ / ١٠٠٩.
(٦) العلي / التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية في البصرة في القرن الأول الهجري / ٤٢ ، ١٤١ (ط ٢).
(٧) خليفة بن خياط / التاريخ / ١ / ١٣٦ ، أنساب الأشراف ج ٨ ورقة ١٦ أ، الطبري / ١ ق ٥ / ٢٨٣٢ ، الكامل / ٣ / ١٠٠ ، الذهبي / تاريخ الإسلام / ٢ / ٨١ ـ ٨٢ ، ابن خلدون / ٢ / ١٠٠٩.