إلى مكة التي كان يسيطر عليها ابن الزبير ، واستولى عليها وجلب الغنائم إلى أبي طالوت بالخضارم ، حيث وزعت ، وقد نصح نجدة الخوارج بأن يردوا العبيد الذين وزعهم عليهم أبو طالوت من قبل إلى الأرض لاستثمارها لصالحهم (١) ، أي أنه أبقى الرق ولم يلغه ، وبذلك أقر بأن المساواة التي يدعو إليها هي بين الأحرار ، ولكنه أراد متباعة سياسة الخليفة عمر بن الخطاب (رض) في تثبيت ملكية الدولة دون الأفراد ، فاستحسن الخوارج هذا الرأي وبايعوه وبايعه أبو طالوت خليفة لهم على ألا يخلع إلّا بجور ظاهر وذلك في سنة ٦٦ ه (٢) ، وكان عمره يومئذ ٣٠ سنة (٣) ، وصار هؤلاء الخوارج يسمون بالنجدات أو النجدية نسبة إلى الرئيس الذي اختاروه (٤).
أقام نجدة بعد مبايعته باليمامة أشهرا كثر خلالها اتباعه ، ولا بد أن يكون أكثرهم من بكر بن وائل وحنيفة ، وهما القبيلتان التي تكونان
__________________
(١) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ١٥ ب. انظر الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٢٦ ـ ١٢٧. الكامل : ٤ / ١٦٨ ، ٢٠١. ابن خلدون : ٣ / ٣١٣.
وفي رواية أخرى أن القافلة كانت قادمة من البحرين في طريقها إلى مكة. انظر أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ١٥ ب. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٢٧. الكامل : ٤ / ٢٠١. ابن خلدون : ٣ / ٣١٣.
(٢) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ١٥ ب. انظر أيضا الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٢٧ ـ ١٢٨. الكامل : ٤ / ٢٠١. ابن خلدون : ٣ / ٣١٣. المبرد : الكامل في اللغة ٣ / ١٠٣٢ ـ ١٠٣٣.
(٣) أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ١٥ ب. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٢٨.
(٤) عن النجدات النظر البغدادي : الفرق بين الفرق : ٨٧. ابن حزم : الفصل في الملل والأهواء والنحل : ٤ / ١٩٠. الإسفراييني : التبصير في الدين ، ٣٠. الشهرستاني : الملل والنحل ١ / ٩١. فخر الدين الرازي : اعتقادات فرق المسلمين والمشركين / ٤٧. القلقشندي : صبح الأعشى ٢ / ٨.