أن الوضع العام في الدولة الإسلامية كان مساعدا للنجدات لتوسيع نفوذهم ، فالانقسامات والمشاكل الداخلية في العراق أضعفت حكومة ابن الزبير ، أما الأمويون في الشام فلم يكن يهمهم في هذه الفترة سوى القضاء على حركة ابن الزبير.
الحرب بين نجدة وابن الزبير : ـ
هدد هذا النمو في قوة نجدة في الجزيرة العربية مباشرة سلطة عبد الله بن الزبير ، وقد حاول حمزة بن عبد الله بن الزبير الذي كان واليا على البصرة من قبل أبيه إخراج نجدة من البحرين ، فأرسل ضده عبد الله بن عمير الليثي مع جيش من ١٤ ألف مقاتل من أهل البصرة سنة ٦٧ ه ، ولما اقترب من جيش نجدة اعتزل داود العكلي وجماعة من الخوارج القتال لعوامل لا تذكرها المصادر ، وربما يعود ذلك إلى اختلافهم مع نجدة ، وقد ثبت نجدة فيمن بقي معه ، وهاجم معسكر ابن عمير على حين غرة فقاتلهم طويلا ثم افترقوا ، وأصبح ابن عمير فهاله ما رأى في عسكره من القتلى والجرحى ، فتشاغل ومن في عسكره بموتاهم وجرحاهم ، فباغتهم نجدة فلم يلبثوا أن انهزموا وغنم ما في عسكرهم (١) ، وبذلك اتسع نطاق سلطانه وازدادت قوته.
وبعد هزيمة ابن عمير وسيطرة نجدة في البحرين بعث جيشا إلى
__________________
(١) ديوان الفرزدق : ٢ / ٤٧ (رواية أبي عبيدة). أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ١٥ ب. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٣٢. الطبري : ٢ ق ٢ / ٧٥١ ـ ٧٥٢ (عن المدائني) ، وفي رواية أخرى أن الموجه للحملة هو مصعب بن الزبير عامل البصرة سنة ٦٩ ه. أنساب الأشراف : ج ٦ ، ورقة ١٥ ب. الجزء الحادي عشر من تاريخ مصنف مجهول : ١٣٣ ـ ١٣٤ ، اليعقوبي : ٢ / ٣٢٥. الكامل : ٤ / ٢٠٢. ابن خلدون : ٣ / ٣١٤.