المقدمة
نطاق البحث وتحليل المصادر
هذه الرسالة محاولة لدراسة أحوال البحرين في صدر الإسلام وبيان أثرها في حركة الخوارج. والبحرين عند المسلمين هي الإقليم الممتد على ساحل الخليج العربي بين عمان والبصرة ، فهي تشمل ما يعتبر في الوقت الحاضر الكويت والاحساء وقطر وجزر البحرين الحالية المعروفة قديما باسم أوال. وللبحرين أهمية تجارية وعسكرية ، فإن أراضيها المستوية جعلتها مفضلة على الساحل الشرقي الوعر ، فكانت السفن الآتية من الهند تسير موازية لساحلها فتقف بها وتفرغ في موانئها كثيرا من بضائعها ثم تنقل برا إلى العراق أو إلى بلاد الشام ومدن البحر المتوسط ، كما قامت فيها صناعة السفن ، وقد اشتغل بعض أهلها بالملاحة وخاصة الداريون حتى لقد سمّي صاحب الشراع بالداريّ نسبة إلى دارين. ولما كانت الطرق البحرية في العصور القديمة معرضة لكثير من الأخطار الطبيعية والبشرية ، فقد كان التجار يفضلون الطرق البرية بقدر المستطاع ، وأهم المصاعب التي تلاقيها الطرق البرية قلة المياه ، فكانت الآبار هي العامل الأول الذي يقرر اتجاه القوافل ومحطاتها في الصحراء ، لذلك كانت كافة محطات القوافل حول الآبار. وتتوقف أهمية