تنظيمات حضارية ، ويبدو مما ذكرته المصادر أنه لم تكن لهم مدن ، وأن غالبيتهم كانوا يقيمون في البادية.
وكان بنو تميم يؤمون هجر في المواسم للميرة واللقاط (١) ، ولم يخضعوا لسلطة الفرس في البحرين ، بل كانوا يغيرون على قوافل كسرى التي تمر عبر بلادهم ، مما حمل الفرس على الانتقام منهم والإيقاع بهم في يوم المشقر المشهور (٢).
الأزد :
من القبائل العربية التي استوطنت البحرين منذ قبل الإسلام ، ولا نعلم بالضبط زمن ذلك ، فاليعقوبي يذكر أن الأزد خرجت من اليمن بعد هدم سد مأرب حتى وصلت السراة ، فخرج بعض بطونهم منهم الربيعة وعمران بنو عمرو بن عدي بن حارثة بن عمرو بن عامر وهم بارق وغالب ويشكر بن قيس بن صعب بن دهمان وقوم من عامر وحوالة نحو عمان ، فلما صالوا بها انتشروا بالبحرين وهجر (٣) ، ويقول الهمداني أن الأزد أقاموا بتهامة ثم وقعت الفرقة بينهم «فصار كل فخذ منهم إلى بلد ... ومنهم من رمى قصد عمان واليمامة والبحرين» (٤) ، ويقول ابن شبه «فارتحلت عبد القيس وشن بن أقصى ، وبعثوا بالرواد مرتادين فاختاروا البحرين وهجر وضاموا من بها من أياد والأزد» (٥).
ويبدو أن استقرار الأزد في البحرين تم قبل مجيء عبد القيس
__________________
(١) الطبري : ١ ق ٢ / ٩٨٥ ، انظر ابن الأثير : الكامل : ١ / ٤٦٨ ـ ٤٦٩ ، الأصفهاني : الأغاني : ١٦ / ٧٦ ـ ٧٧ ، القزويني : آثار البلاد ١١٠ ـ ١١١.
(٢) عن يوم المشقر أنظر الفصل الثالث «المدن والقرى ـ المشقر».
(٣) اليعقوبي : التاريخ ١ / ٢٣٢ ـ ٢٣٣.
(٤) الهمداني : صفة جزيرة العرب / ٢٠٩.
(٥) البكري : معجم ما استعجم : ٨٠ ـ ٨١ ، انظر الميداني : مجمع الأمثال ١ / ٤٨٢.