هذه المحطات على وفرة مياه آبارها ، أو وقوعها على تشعبات الطرق. كما اشتهرت البحرين أيضا بانتاج اللؤلؤ خاصة ، فضلا عن التمور وخاصة في هجر ، وقد اتخذ المسلمون البحرين قاعدة هاجموا منها سواحل فارس في زمن الخليفة عمر بن الخطاب «رض».
يتكون هذا البحث من سبعة فصول ، خصص الفصل الأول لدراسة الأحوال الجغرافية لما لها من أهمية في حياة السكان وتطورهم وتوجيه تاريخهم ، وفي التقسيمات الإدارية للمنطقة ، وهو يتضمن التعريف بالبحرين وموقعها وحدودها وأرضها ومياهها. أما الفصل الثاني فقد كرس لدراسة السكان وعقائدهم ، وبيان المناطق المأهولة والقرى والعشائر كعبد القيس ، وتميم وبكر بن وائل والأزد ، وكذلك العناصر غير العربية التي قطنتها كالفرس والزط والسيابجة ، وقد أشرنا إلى ما كان منتشرا في أهلها عند ظهور الإسلام من عقائد وأديان كالوثنية واليهودية والنصرانية والمجوسية والأسبذية. أما الفصل الثالث فقد خصص لدراسة المدن والقرى التي كانت في البحرين عند ظهور الإسلام مع الإشارة إلى ما بقي منها الآن ، وفي الفصل الرابع بحث عن الأحوال الاقتصادية كالزراعة والصناعة وصيد اللؤلؤ وصيد الأسماك وطرق المواصلات والتجارة ، ويظهر من هذا الفصل أن البحرين كانت فيها حياة اقتصادية مزدهرة سادت على تقدم الحضارة.
أما في الفصل الخامس فقد تناول البحث انتشار الإسلام في البحرين بطريقة سلمية ودراسة الكتب التي تبودلت بين الرسول صلى الله عليه وسلم وأهل البحرين ، ووفادة عبد القيس إلى الرسول في المدينة. ويتناول الفصل السادس إدارة البحرين في القرن الأول الهجري ، وقد بحثت فيه طبيعة العلاقة بين الفرس والبحرين وهي لم تكن وثيقة ، إذ أن سيطرتهم عليها كانت اسمية ومقصورة على المناطق الساحلية التي