الديانة الأسبذية (عبادة المخيلي):
واسمها مشتق من الأسب أي الفرس أو الحصان ، وهو يدل على إنها فارسية (١) ، وإن كنا لا نعلم تفاصيل هذا الدين أو ممن أخذ ، إذ لم يعرف عن العرب أنهم عبدوا الحصان (٢).
وكان يدين بها بنو عبد الله بن دارم من تميم فنسبوا إليها ، ومنهم المنذر بن ساوي ، وفي رواية أخرى أنهم نسبوا إلى قرية أسبذ (٣).
ويذكر أبو عمرو أن الأسابذ قوم من الفرس كانوا مسلمة المشقر ومنهم المنذر بن ساوى (٤) ، ويذكر أبو عبيدة أن اسبذ قائد فارسي لكسرى على البحرين ، قال طرفة بن العبد (٥) :
خذوا حذركم أهل المشقر والصفا |
|
عبيد أسبذ والقرض يجزي من القرض |
ويروى عن ابن عباس أنه قال : «جاء رجل من الأسبذيين من أهل البحرين وهم مجوس أهل هجر ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمكث
__________________
(١) ابو عبيد : الاموال / ٢١ ، البلاذري / فتوح / ٧٨ ، الزمخشري : الفائق في غريب الحديث ١ / ٣١ ، ابن الاثير / النهاية في غريب الحديث ١ / ٣٠ ـ ٣١ ، الجواليقي : المعرب / ٣٩ ، ياقوت : ١ / ٢٣٧.
(٢) العلي : محاضرات في تاريخ العرب ١ / ١٧١.
(٣) أبو عبيد : الاموال / ٢١ ، فتوح / ٧٨ ، ياقوت ١ / ٢٣٧ (عن ابن الكلبي).
(٤) فتوح : ٧٨ ، ابن حزم : جمهرة انساب العرب / ٢٣٢ ، ياقوت ١ / ٢٣٧ (عن ابن الكلبي) وعن الهيثم بن عدى انما قيل لهم الاسبذيون أي الجماع ياقوت ١ / ٢٣٧.
(٥) الجواليقي : المعرب / ٣٨. وفي ياقوت : ١ / ٢٣٨ في تفسير قول طرفه «قال ابو عمرو الشيباني ... اسبذ اسم ملك كان من الفرس ملكة كسرى على البحرين ، فاستعبدهم وآذلهم ، وإنما اسمه بالفارسية «اسبيدويه» أي الابيض الوجه فسرّب فنسب العرب أهل البحرين إلى هذا الملك على جهة الذم فليس يختص بقوم دون قوم».