الاحساء (١) :
من مدن البحرين ، تقع على مرحلة من الساحل (٢) ، وتبعد عن هجر ميلين (٣) ، وهي في الجنوب الغربي من القطيف ، وتبعد عنها مرحلتين (٤) ، ولها سوق خاصة بها (٥) ، قال المقدسي أنها : «قصبة هجر وتسمى البحرين ، كبيرة ، كثيرة النخل ، عامرة آهلة ، معدن الحر والقحط (٦). والاحساء مشهورة بمياهها الكثيرة وعيونها العديدة الدافئة ، والحارة (٧) ، وقد وصفها ناصري خسرو الذي كان فيها عام ٤٤٣ ه بأنها مدينة تحيطها صحراء واسعة ، وهي مدينة وسواد أيضا ، وبها قلعة ، وتحيط بها أربعة أسوار قوية متعاقبة ، من اللبن المحكم البناء ، بين كل اثنين منها ما يقرب من فرسخ ، وفيها عيون ماء عظيمة تكفي لإدارة خمس سواق ، ويستهلك كل هذا الماء داخل المدينة ، ووسط القلعة مدينة جميلة ، بها كل وسائل الحياة التي في المدن الكبيرة ، وليس فيها مسجد جمعة ، ولا تقام بها صلاة أو خطبة ، وفيها
__________________
(١) الإحساء جمع حس وهو حفرة ينكشف فيها الرمل عن ماء تسرب منه إلى أرض صلبة فحفظته. الازهري : تهذيب اللغة ٥ / ١٦٨ ، لسان العرب ١٤ / ١٧٧.
(٢) المقدسي / احسن التقاسيم / ٩٣ ـ ٩٤ ، ويذكرنا ناصري خسرو بينها وبين البحر سبعة فراسخ. سفرنامة / ٩٤.
(٣) لغدة : بلاد العرب / ٣٤٣ ، انظر ياقوت ١ / ١٤٨ ، تهذيب اللغة ٥ / ١٦٨ ، لسان العرب ١٤ / ١٧٧ ، القاموس المحيط ٤ / ٣١٧.
(٤) تقويم البلدان / ٩٩.
(٥) عن سوق هجر انظر الفصل الرابع «الحياة الاقتصادية ـ التجارة».
(٦) المقدسي : احسن التقاسيم / ٩٣ ـ ٩٤ ، انظر ياقوت ١ / ١٤٨ ، ابن سعيد المغربي ج بسط الارض : ٥٢ ، نخبة الدهر : ٢٢٠ ، مراصد الاطلاع ١ / ٣٠ ، ابن بطوطة : الرحلة / ٢٨٠ ، تهذيب اللغة ١٥ / ١٦٨ ، القلقشندي : نهاية الارب في معرفة انساب العرب / ١٨.
(٧) ابو الفدا / تقويم البلدان / ٩٩.