وعربها قليل ، وأكثر أهلها عجم من أشراف الدهاقين وبها قوم من العرب انتقلوا إليها من الكوفة والبصرة من ثقيف (١) ، وتميم (٢) ، وبني ضبة (٣) ، وخزاعة (٤) ، وبني حنيفة (٥) ، ومن بني عبد القيس (٦) وغيرهم.
ويقال : إن سلمان الفارسي (٧) رحمة الله عليه كان من أهل أصبهان ، ومن قرية
__________________
ـ وتناسلوا وسمّي المكان بعد ذلك اليهودية ، وهو موضع إلى جنب جيّ. (معجم البلدان ج ٥ / ص ٥١٨).
(١) ثقيف : هم رهط الحجاج بن يوسف والي العراق في عهد بني أمية ، وهم بطن من هوازن ، وهم بنوا قسيّ بن منبه بن بكر بن هوازن ، ويقال : إنهم من إياد بن نزار ، وعن بعض النّسابة أن ثقيفا من بقايا ثمود ، كان الحجاج بن يوسف ينكر ويقول كذبوا. قال في العبر : وثقيف بطن واسع ، وكانت منازلهم بالطائف. (صبح الأعشى ج ١ / ص ٣٩٧).
(٢) تميم : قبيلة من العدنانية ، لغتها العربية حجّة بين لغات القبائل ، أنجبت أعظم شعراء الجاهلية ، ومنهم جرير والفرزدق وهم بنو تميم بن مرّ بن مراد بن طابخة ، قال في العبر : وكانت منازلهم بأرض نجد دائرة من هنالك على البصرة واليمامة ، وامتدت إلى العذيب من أرض الكوفة ، ثم تفرّقوا بعد ذلك في الحواضر. (صبح الأعشى ج ١ / ص ٤٠١).
(٣) بنو ضبّة : من قبائل طابخة ، قال في العبر : وكانت ديارهم بالناحية الشمالية من نجد بجوار بني تميم ، ثم انتقلوا في الإسلام إلى العراق ، وهم الذين قتلوا المتنبي. (صبح الأعشى ج ١ / ص ٤٠١).
(٤) خزاعة : قبيلة عربية من الأزد ارتحلت إلى الشمال إثر تصدّع سدّ مأرب ، كانت لهم سدانة الكعبة بمكة إلى أن انتزعها منهم قصيّ. (المنجد في اللغة والأعلام).
(٥) بنو حنيفة : وهم بطن من بكر بن وائل ، رهط مسيلمة الكذّاب الذي تنبّأ في زمن النبي صلّى الله عليه وسلّم ، قتل مسيلمة في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وهم بنو حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل. (صبح الأعشى ج ١ / ص ٣٩٤).
(٦) بنو عبد القيس : وهم بطن من جديلة ، وهم بنو عبد القيس بن أقصى بن دعميّ بن جديلة ، قال في العبر : وكانت ديارهم بتهامة حتى خرجوا إلى البحرين وزاحموا من بها من بكر بن وائل وتميم ، وقاسموهم المواطن ، والنسبة إليهم عبديّ ، ومنهم من ينسب إليهم عبديّ قيسي وبعضهم يقول : عبقسي ، ومن عبد القيس هؤلاء : الأشجّ. الذي قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم : «إن فيك لخصلتين يحبّهما الله : الحلم والأناة».
(٧) سلمان الفارسي : صحابي من مقدميهم ، كان يسمّي نفسه سلمان الإسلام ، أصله من مجوس أصبهان ، عاش عمرا طويلا ، واختلفوا في ما كان يسمّى به في بلاده ، وقالوا : نشأ في قرية جيان ، ورحل إلى الشام ، فالموصل ، فنصيبين ، فعمورية ، وقرأ كتب الفرس ، والروم ، واليهود ، وقصد بلاد العرب ، فلقيه ركب من بني كلب فاستخدموه ، ثم استعبدوه فباعوه ، فاشتراه رجل في قريظة فجاء به إلى المدينة ، وعلم سلمان بخبر الإسلام ، فقصد النبي صلّى الله عليه وسلّم بقباء وسمع كلامه ، ولازمه أياما ، وأبى أن يتحرّر بالإسلام ، فأعانه المسلمون على شراء نفسه ـ