أراضيهم ، شوارع الطائف الرئيسية تعج بالشحاذين ، الذين يشكل الهنود أعدادا كبيرة منهم ، هؤلاء الهنود معرضون فى معظم الأحيان للموت جوعا ؛ ذلك أننى أثناء مقامى فى الطائف ، وجدت أن مجرد حصول فرد واحد على الخبز الذى يكفيه يوما واحدا ، يكلفه قرشين (قيمة هذين القرشين بسعر الصرف يصل إلى حوالى سدس دولار ، أو إن شئت فقل ، عشر بنسات). كانت قوافل المؤن والتموينات تصل إلى الطائف مرة واحدة فى الأسبوع ، لكن النقص فى أعداد الإبل كان هو السبب الرئيسى وراء شح الاستيراد من الساحل بغية تقليل أسعار المواد الغذائية ، وعلى الرغم من أن عامة الناس يعيشون على التمور بصفة أساسية ، وبالتالى فهم لا يستهلكون شيئا من التموينات التى يجرى إحضارها من مكة ، على الرغم من كل ذلك فقد عرفت من مصدر جيد أن التموين فى الطائف لا يكفى الجيش التركى سوى عشرة أيام.
فى زمن الشريف كان يحكم مدينة الطائف موظف معين من قبل الشريف ، اسمه حاكم وكان هو أيضا من الأشراف ، وقد نجا من سيوف الوهابيين بمعجزة ، وقد أعاد محمد على باشا ذلك الرجل إلى منصبه ، لكن هذا المنصب يعد منصبا شرفيا فى الوقت الراهن. هناك أسماء متعددة من أسر أشراف مكة ، يعيشون هنا فى الطائف ، كما أن أسلوب الحياة ، وكذلك الملبس والسلوكيات ، يبدو أنها مثل نظيراتها فى مكة ، لكن تهيأت لى فرصة إبداء بضع الملاحظات على هذا الموضوع.
الرحلة إلى مكة :
اليوم السابع من شهر سبتمبر. بدأت التحرك فى الصباح الباكر من الطائف إلى مكة ، سالكا الطريق نفسه الذى جئت منه إلى الطائف. هناك كما أسلفت ، طريق قصىّ فى الشمال ، تستخدمه القوافل تجنبا للمصاعب التى تلقاها تلك القوافل أثناء السير فى جبل قورة. أولى المحطات من مكة على الطريق هى محطة زيمة ، وبالقرب منها ، على بعد حوالى عشرة أميال ، توجد منحنيات عدة شديدة الانحدار. زيمة بحد