يصل بين الحسينية وعرفات ، وهذا الطريق يتجه جنوبا ثم يتجه نحو الجنوب الشرقى وصولا إلى مكة ، وعلى بعد مسيرة ساعتين أو ثلاث ساعات من مكة ، وعلى هذا الطريق ، يوجد واد صغير خصيب ومستوطنة العابدية العربية الصغيرة. الوادى سالف الذكر يطلقون عليه هنا اسم وادى الترافين ، وعلى بعد مسافة ميل واحد خلف حدود المدينة الحالية يمكن اقتفاء أثر حطام منازل سابقة ، بين هذه الآثار والأنقاض توجد خزانات عدة كبيرة وعميقة وجيدة البناء ، والتى بشىء من الترميم يمكن أن تعود إلى سيرتها الأولى لتفى بالغرض الذى بنيت من أجله ، وهو حفظ ماء المطر أو تجميعه ، وعلى بعد ميل ونصف الميل من المدينة يوجد خزان حجرى كبير ، يسمونه بركة ماجن جرى بناؤه لتزويد قافلة اليمن بالماء. وجدت فى ذلك الخزان شيئا من الماء ، لكنه يتحلل ويبلى بشكل سريع. خلف هذا الخزان يزرع أهل المسفلة بعضا من حقول الخيار ومختلف الخضراوات ، عقب سقوط المطر مباشرة ، بعد أن تكون الأرض قد تشبعت بالماء. وتنتشر فى هذا الوادى أكواخ كثيرة وخيام كثيرة من أكواخ وخيام بدو قبائل الفهام والجهادلة ، سكان هذه الأكواخ والخيام يكسبون عيشهم عن طريق جمع الحشائش والأعشاب من الجبال وبيعها فى سوق مكة عندما تجف ، ملفوفة على شكل حزم. والناس يستخدمون تلك الأعشاب والحشائش الجافة غذاء للخيول والإبل والحمير ، ولكن هذه الأعشاب والحشائش جد نادرة ، إلى حد أن العلف اليومى للحصان يتكلف ما بين قرش واحد وثلاثة قروش. هؤلاء البدو يربون أيضا الأغنام ، لكنهم على الرغم من فقرهم ، يحافظون على تميزهم عن الطبقات الفقيرة من المكيين ، الذين يحتقرونهم ويربأون بأنفسهم أن يقلدوهم فى عاداتهم الاستجدائية. بعض هؤلاء البدو يعملون سقائين فى المدينة.
توجد على قمة من قمم السلسلة الغربية من وادى الترافين ، وأمام المسفلة مباشرة ، ومن قبل الغزو الوهابى ، بناية صغيرة عليها قبة تكريما (لسيدنا) عمر أحد الصحابة الأربعة ، ولذلك يطلق الناس هنا على هذه البناية اسم مقام سيدنا عمر. وقد دمر الوهابيون ذلك المقام تدميرا كاملا.