كانت قبيلة قصى أول من بنى منازل حول الكعبة ، كانوا يعيشون فى تلك المنازل فى فترة النهار ، لكنهم كانوا يعودون إلى خيامهم فى فترة المساء التى كانوا ينصبونها على الجبال المجاورة. كان بنو قريش الخلف الذين جاءوا بعد بنى قصى إلى مكة ، أو بكة (الاسم الذى كانوا يطلقونه على مكة فى ذلك الوقت) ، فى ذلك الوقت على وجه التقريب دمرت الكعبة بفعل حريق ، وقام القرشيون بإعادة بناء الكعبة من الخشب ، ولكن حجمها كان أصغر من الحجم الذى كانت عليه فى زمن بنى قصى ، لكنهم جعلوا من حائط أو جدار الحجر (الذى سبق ذكره) حدا من حدودها السابقة ، وجرى إسناد السقف من الداخل بواسطة ستة أعمدة ، أما تمثال هبل ، المريخ Jupiter ، فقد جرى وضعه فوق بئر ، كانت موجودة داخل الكعبة فى ذلك الوقت. حدث ذلك يوم أن كان محمد صلىاللهعليهوسلم فى سنى شبابه ، وجرى نقل الأصنام إلى المبنى الجديد ، ويورد الأزرقى بشهادة رأى العين لأناس يحظون باحترام كبير ، ليثبت حقيقة مهمة (لم يلاحظها أحد فى ذلك الوقت) ، مفادها أن شكلا لمريم البتول ، وفى حجرها (سيدنا) عيسى عليهالسلام ـ هذه الصورة جرى نحتها بوصفها من الآلهة ـ على عمود من الأعمدة الستة بالقرب من بوابة الكعبة.
كان عبد المطلب بن هاشم ، جد محمد صلىاللهعليهوسلم قد أعاد حفر بئر زمزم قبل حرق الكعبة بوقت غير طويل.
عندما دخل محمد صلىاللهعليهوسلم بلد أجداده منتصرا ، دمر كل الصور والتماثيل التى فى الكعبة ، وألغى عبادة الأصنام التى كان يمارسها بنو وطنه ، وراح مؤذن الرسول ، بلال الزنجى يؤذن فى الناس (المسلمين) من فوق الكعبة لأداء الصلاة.
كانت قريش قد بنت بلدة صغيرة حول الكعبة ، وقد عبدوا هذه البلدة إلى حد أنهم كانوا يرفضون أن يقوم أى أحد بتعلية سقف بيته عن سقف هذه البلدة المقدسة ، وقد أكد الإسلام على الحج إلى ذلك الضريح الشريف ، الذى بناه العرب الوثنيون.
كان عمر بن الخطاب أول من بنى مسجدا حول الكعبة فى العام ١٧ الهجرى ، وبعد شراء المنازل الصغيرة المحيطة من القرشين ، وبعد بناء جدار حول المنطقة ، قام