مناخ كل من مكة وجدة وأمراضهما
مناخ مكة شديد الحرارة والرطوبة وغير صحى ؛ الصخور التى تطوق وديان مكة تحجب عنها الريح وتعترض مرورها ، وبخاصة الرياح التى تهب من الشمال ، كما تعكس هذه الصخور أشعة الشمس الأمر الذى يضاعف من درجة الحرارة. تصل الحرارة إلى أقصى مدى لها فى أشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر. أثناء مقامى فى مكة سادت الجو ريح خانقة استمرت خمسة أيام من شهر سبتمبر والأمطار فى مكة متقطعة ، كما هو الحال فى البلدان الاستوائية الأخرى ، إذ لا تسقط الأمطار هنا إلا على فترات تتراوح بين خمسة أيام وستة أيام ، لكنها تسقط بعد ذلك بشكل غزير وعنيف ، وزخات المطر تسقط بين الحين والآخر ، حتى فى فصل الصيف ، والمكى يقول : إن السحب التى تأتى من على ساحل البحر هى التى تغمر الأرض بمائها ، أما السحب التى تأتى من الشرق ، أو من الجبال العالية ، فهى التى تنتج عنها زخات المطر الخفيفة ، أو إن شئت فقل : الوابل الخفيف. لقد بلغنى أن المطر الغزير قد يستمر طوال أربع سنوات متتالية وهذا أمر جد نادر ، ولربما كان ذلك هو السبب الرئيسى وراء فقر البدو اللذين يعيشون فى المناطق المجاورة لمكة ، إذ غالبا ما يسفر الجفاف الشديد عن نفوق القسم الأكبر من ماشيتهم بسبب نقص المرعى.
هواء مكة جاف جدا بشكل عام. ويبدأ الندى فى التساقط اعتبارا من شهر فبراير ، بعد سقوط نوبات غزيرة من المطر. جدة على العكس من هذا تماما ، حيث
__________________
ـ وجرى استدعاء بعض العمال ، ونزل فلتؤس مع الجميع إلى مرحاض منزله ، ورفع العمال عند أسفل المرحاض ، حجرا كان يغطى ممرا طويلا فى قبو على شكل قبة ، فيه صندوقين من الحديد ، عند فتح الصندوقين ، جرى العثور على ألف كيس من السكوينات ، أخذ الباشا منها ألفا ومائتى كيس ، وترك الباقى لفلتؤس الذى توفى بعد ذلك بثلاثة أشهر ، لا بسبب الضربات التى تلقاها وإنما بسبب حزنه على النقود. لو تمكن ذلك الفلتؤس من نقل الكنز سرا ، لفعل ذلك ، ويا ليتهم لم يعينوا عليه حارسا عقب الوعد الذى قطعه على نفسه بدفع المبلغ ، كان الباشا على يقين من أن المبلغ مخبأ فى مكان ما طبقا للعرف الذى كان ساريا فى الشرق فى ذلك الوقت.