الحديث الشريف يقول : عند ما ينطلق صوت البوق الأخير ، فذلك يعنى نزول عيسى من السماء إلى الأرض ، ويعلن على سكانها قيام القيامة ، ثم يموت عيسى بعد ذلك ، ويجرى دفنه فى الحجرة ، بجوار محمد صلىاللهعليهوسلم إلى أن يبعث الموتى من قبورهم ، ويبعث معهم كل من محمد صلىاللهعليهوسلم وعيسى عليهالسلام ، ويصعدان إلى الملأ الأعلى ، ويؤمر عيسى عليهالسلام فى ذلك اليوم من قبل الله (سبحانه وتعالى) بفصل المؤمنين عن الكافرين. وطبقا لهذا الحديث الشريف ، فإن البقعة المحددة من خلال الستارة فى الحجرة ، هى التى سيكون فيها قبر عيسى عليهالسلام.
خارج المسوّر الحديدى من الناحية اليسرى أو بالأحرى الناحية الشمالية ، وبالقرب من قبر ستنا فاطمة ، يوجد مقعد مربع فى المسجد ، يرتفع عن مستوى الأرض بحوالى أربعة أقدام ، ومربع آخر حوالى خمسة عشر قدما ، يطلق الناس عليه هنا اسم المائدة. طواشية المسجد يجلسون فى هذا المكان ، كما أن مجالس أعيان المدينة ، واجتماعاتهم الرئيسية تعقد فى هذا المكان.
هناك حاجز خشبى ارتفاعه حوالى ثمانية أقدام ، ومدهون بلون الأرابيسك ، ويمتد من الجانب الغربى للمسوّر الحديدى عبر المسجد ، موازيا للجدار الجنوبى ، مبتعدا عنه بحوالى خمسة وعشرين قدما ، لينتهى بالقرب من البوابة التى يطلقون عليها اسم باب السلام ، وبذلك يمتد ذلك الحاجز الخشبى من الحجرة عبر عرض المسجد كله تقريبا. هذا الحاجز الخشبى فيه أبواب عدة صغيرة ، وهو يفصل المكان الشريف المسمى الروضة عن الممر العام الذى يجتازه الزائرون ، الذين يتعين عليهم بعد الدخول من باب السلام ، المرور إلى الأمام فى اتجاه الحجرة على امتداد الأعمدة الواقعة بين هذا الحاجز والجدار الجنوبى. بعد الحجرة ، أو إن شئت فقل : ذلك الجزء من بهو الأعمدة الجنوبى شمالى الحاجز ، والذى يعد أشرف أماكن أو أجزاء المسجد النبوى كله ، والذى يطلق عليه اسم الروضة ، أى البستان أو الحديقة ، أو إن شئت فقل : حديقة المؤمنين ، والذى أطلق هذا الاسم على هذا المكان هو محمد صلىاللهعليهوسلم ، الذى قال : «بين قبرى ومنبرى روضة من رياض الجنة». ومنبر المسجد النبوى يقع