براكين مماثلة فى أجزاء أخرى كثيرة من تلك السلسلة الجبلية. يضاف إلى ذلك أن وجود عدد كبير من ينابيع المياه الحارة فى كل محطة من محطات الطريق المؤدى إلى مكة تؤكد صدق هذا التحذير.
أنا هنا معنى بجزء من المقطوعة التى أوردتها فى الهامش الأخير ، الأمر الذى يجعلنى أسوق الملاحظة التالية. استنادا إلى قول محمد صلىاللهعليهوسلم ، فإن ذلك الجزء من أراضى المدينة المنورة الذى يحيط بها على شكل دائرة قطرها اثنا عشر ميلا ، ويقع فى الناحية الجنوبية منها جبل عيرة ، وجبل ثور فى الناحية الشمالية (جبل ثور هذا ، عبارة عن جبل صغير يقع خلف جبل أحد) باعتباره حدا من حدود المدينة المنورة ، يجب أن يكون هو الآخر حراما ومقدسا ؛ بمعنى أنه لا يمكن أن يقتل فيه أحد ، اللهم باستثناء المعتدين ، والأعداء ، وبحيث يكون ذلك من باب الدفاع عن النفس ، وضد الكفار الذين يدنسون هذا المكان ، يضاف إلى ذلك أن الصيد وقطع الأشجار محرم فى هذا المكان أيضا. هذا الحرم ، منحى جانبا فى الوقت الراهن ؛ إذ يجرى قطع الأشجار ، وقتل الصيد ، كما تحدث معارك دامية فى المدينة نفسها وفى المنطقة المجاورة لها ، ولما كان أتباع الأديان الأخرى من غير المسلمين ، غير مسموح لهم بدخول بوابات المدينة المنورة ، فإن أمثلة عدة على ذلك الدخول ، وقفت عليها بنفسى طوال مقامى فى المدينة المنورة (وعند ما كنت مقيما أيضا فى ينبع) ، وقام بها مسيحيون يونانيون ، كانوا مستخدمين فى ميرة (*) جيش طوسون باشا عند ما كان مخيما فى نطاق مرمى نيران المدينة المنورة ، قبل رحيل القوات إلى مركز رئاسة الباشا ، التى كانت انئذ فى بلدة القصيم.
وصف بعض أماكن الزيارة
فى اليوم التالى لإنهاء الحاج لمناسكه الأولى فى المسجد النبوى وعند قبر محمد صلىاللهعليهوسلم ، يقوم الحاج عادة بزيارة مقبرة المدينة المنورة ، من باب تذكر الأولياء والصالحين
__________________
(*) الميرة : منظومة إمداد الجيش بالطعام. (المترجم)