التى تمتد متجهة صوب البحر ، وبالقرب منى أرى سلسلة جبلية منخفضة عن السلسلة السابقة وتمتد فى الاتجاه نفسه. السهل الذى خيمنا فيه عبارة عن سهل رملى ، يغطيه الحصى والزلط الصغير. واصلنا مسيرنا بعد الظهر. وعلى امتداد مسير دام أربع ساعات ونصف الساعة ، فى الاتجاه شمال غرب ثم شمال ، لم نر أى نوع من الشجر ؛ بدأت النباتات التى تعيش على الماء المالح توحى إلينا بأننا أصبحنا على مقربة من البحر ، وبعد أن قطعنا مسافة أكبر قليلا ، بدأنا نلاحظ أن الأرض تغطيها قشرة من الملح ، كما لاحظنا أيضا تشبع الهواء بأبخرة البحر. وبعد انتهاء سبع ساعات ونصف الساعة ، عثرنا أيضا على بعض الأشجار فى السهل ، هذه الأشجار كانت تتخللها بقع مغطاة بقشرة من الملح. وبعد أربع عشرة ساعة ، شاهدنا ينبع مع مطلع الشمس ، وبعد أن ركبنا دوابنا لمدة خمس عشرة ساعة ونصف الساعة ، وبسرعة شديدة البطء ، وصلنا إلى بوابة ينبع ، وأمام البوابة مباشرة عبرنا مدخلا من مداخل الميناء ، كان الجزر ظاهرا فى مياه البحر ، وكان الماء يصل أثناء المد إلى مسافة كبيرة داخل اليابسة.
ينبع
لم أعثر بسهولة على مكان لى فى واحدة من الوكالات أو بالأحرى الخانات الموجودة فى ينبع ، والسبب فى ذلك أن تلك الخانات كانت مليئة بالجنود الذين صدرت لهم الأوامر بالعودة إلى القاهرة ، بعد الحملة الأخيرة التى قاموا بها على الوهابيين ، وبالتالى وصلوا إلى ينبع قادمين إليها من كل من جدة ومكة (المكرمة) ، وعلاوة على هؤلاء الجنود كان هناك أيضا عدد كبير من الحجاج ، الذين كانوا ينتوون بعد العودة من المدينة المنورة ، الإبحار إما إلى السويس أو القصير. كانت زوجة محمد على باشا من بين هؤلاء الحجاج ، وكانت قد وصلت إلى ينبع قادمة من المدينة (المنورة) ، وكانت هناك أربع سفن على أهبة الاستعداد لنقل حاشية هذه السيدة ، ومرافقاتها وأمتعتها. بعد أن وضعت أمتعتى فى غرفة متجددة الهواء ، فى شرفة أحد الخانات ، توجهت إلى الميناء كى أستفسر عن السفر إلى مصر ، وسرعان ما عرفت أن