وقوله :
٨٥ ـ إلا الخلائف من بعد النّبيّين
قال ابن جني : ومن العرب من يضم النون في المثنى وهو من الشذوذ بحيث لا يقاس عليه ، وقال الشيباني : ضم النون التثنية لغة ، قال أبو حيان : يعني مع الألف لا مع الياء ؛ لأنها شبهت بألف غضبان وعثمان ، أنشد المطرز في «اليواقيت» :
٨٦ ـ يا أبتا أرّقني القذّان |
|
فالنّوم لا تطعمه العينان |
ولم يسمع تشديد هذه النون سوى في تثنية اسم الإشارة والموصول عوضا من الحرف المحذوف منهما وهو الألف في الإشارة والياء في الموصول ؛ إذ كان حقهما الإثبات كألف المقصور وياء المنقوص ، ثم مذهب البصريين اختصاص التشديد بحالة الرفع ، ومذهب الكوفيين وصححه ابن مالك جوازه مع الألف والياء ، وقد قرئ بالتشديد قوله تعالى : (فَذانِكَ بُرْهانانِ) [القصص : ٣٢] ، (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها) [النساء : ١٦] ، (إِحْدَى ابْنَتَيَّ هاتَيْنِ) [القصص : ٢٧] ، و (أَرِنَا الَّذَيْنِ) [فصلت : ٢٩].
وتحذف هذه النون للإضافة إما ظاهرة نحو : (بَلْ يَداهُ) [المائدة : ٦٤] ، (وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ) [الحج : ٣٥] ، (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ) [المائدة : ١] ، أو مقدرة كقوله :
٨٧ ـ هما خطّتا إما إسار ومنّة |
|
وإمّا دم والموت بالحر أجدر |
ولشبه الإضافة ذكره أبو حيان ومثله باثني عشر واثنتي عشرة ونحو : لا غلامي لك
__________________
٨٥ ـ صدر البيت : (ما سدّ حيّ ولا ميت مسدّهما) ، وهو من البسيط ، وهو للفرزدق في تخليص الشواهد ص ٧٥ ، والخزانة ٨ / ٦٠ ، ٦٦ ، ٦٨ ، وشرح المفصل ٥ / ١٤ ، وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب ٢ / ٦٢٨ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ١٠٤٩.
٨٦ ـ الرجز لرؤبة في ملحق ديوانه ص ١٨٦ ، والخزانة ١ / ٩٢ ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ١ / ٣٩ ، ١ / ٩١ ، وشرح التصريح ١ / ٧٨ ، والتاج ٩ / ٤٥٦ ، مادة (قذذ) ، والمقاصد النحوية ١ / ١٨٣ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٨٠.
٨٧ ـ البيت من الطويل ، وهو لتأبط شرا في ديوانه ص ٨٩ ، وجواهر الأدب ص ١٥٤ ، والخزانة ٧ / ٤٩٩ ، ٥٠٠ ، ٥٠٣ ، وشرح التصريح ٢ / ٥٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٧٩ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٩٧٥ ، والمقاصد النحوية ٣ / ٤٨٦ ، وبلا نسبة في الخصائص ٢ / ٤٠٥ ، ورصف المباني ص ٣٤٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٣٥٥.