أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) [القدر : ١] ، أي : القرآن ، أو جزئه أو كله نحو : (وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها) [التوبة : ٣٤] ، أي : المكنوزات التي بعضها الذهب والفضة ، وقوله :
١٧٤ ـ أماويّ ما يغني الثّراء عن الفتى |
|
إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر |
أي : النفس التي هي بعض الفتى ، وجعل من ذلك (اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ) [المائدة : ٨] ، أي : العدل الذي هو جزء مدلول الفعل ؛ لأنه يدل على الحدث والزمان ، وقوله :
١٧٥ ـ إذا نهي السفيه جرى إليه
أي : السفه الذي هو جزء مدلول السفيه ؛ لأنه يدل على ذات متصفة بالسفه ، أو نظيره نحو : عندي درهم ونصفه ، أي : ونصف درهم آخر ، ومنه : (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) [فاطر : ١١] ، أي : عمر معمر آخر.
١٧٦ ـ قالت : ألا ليتما هذا الحمام لنا |
|
إلى حمامتنا ونصفه فقد |
أي : ونصف حمام آخر مثله في العدد ، أو مصاحبه بوجه ما كالاستغناء بمستلزم عن مستلزم نحو : (فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّباعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَداءٌ إِلَيْهِ) [البقرة : ١٧٨] ضمير إليه عائد إلى العافي الذي استلزمه عفي ، (حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ) [ص : ٣٢] ، أي : الشمس ، أغنى عن ذكرها ذكر العشي.
وقد يخالف الأصل السابق في تقديم المفسر فيؤخر عن الضمير وذلك في مواضع : أحدها : أن يكون الضمير مكملا معمول فعل أو شبهه إن كان المعمول مؤخر الرتبة ،
__________________
١٧٤ ـ البيت من الطويل ، وهو لحاتم الطائي في ديوانه ص ١٩٩ ، والأغاني ١٧ / ٢٩٥ ، وجمهرة اللغة ص ١٠٣٤ ، ١١٣٣ ، والخزانة ٤ / ٢١٢ ، والصاحبي ص ٢٦١ ، واللسان ، مادة (قرن) ، وأساس البلاغة ، مادة (حشر) ، وبلا نسبة في اللسان والتاج ، مادة (حشرج) ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣٥٦.
١٧٥ ـ البيت من الوافر ، وهو لأبي قيس بن الأسلت الأنصاري في الأشباه والنظائر ٥ / ١٧٩ ، والإنصاف ١ / ١٤٠ ، والخزانة ٣ / ٣٦٤ ، ٤ / ٢٢٦ ، ٢٢٧ ، ٢٢٨ ، والخصائص ٣ / ٤٩ ، والمحتسب ١ / ١٧٠ ، ومجالس ثعلب ص ١٧٥ ، وأمالي ابن الشجري ١ / ٥٩ ، ٦٨ ، ١١٣ ، ٣٠٥ ، ٢ / ١٣٢ ، ٢٠٩ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ٢٤٤ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٧٩.
١٧٦ ـ البيت من البسيط ، وهو للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٢٤ ، والأزهية ص ٨٩ ، ١١٤ ، والإنصاف ص ٤٧٩ ، وتخليص الشواهد ص ٣٦٢ ، وتذكرة النحاة ص ٣٥٣ ، والخزانة ١٠ / ٢٥١ ، ٢٥٣ ، والخصائص ٢ / ٤٦٠ ، ورصف المباني ص ٢٩٩ ، ٣١٦ ، ٣١٨ ، وشرح التصريح ١ / ٢٢٥ ، وشرح شذور الذهب ص ٣٦٢ ، وشرح شواهد المغني ص ١ / ٧٥ ، ٢٠٠ ، ٢ / ٦٩٠ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٢٦٥.