أقسام الكلمة
(ص) فإن دلت على معنى في نفسها ، ولم تقترن بزمان فاسم ، أو اقترنت ففعل ، أو غيرها بأن احتاجت في إفادة معناها إلى اسم أو فعل أو جملة فحرف ، وقال ابن النحاس : معناه في نفسه.
(ش) الكلمة إما اسم وإما فعل وإما حرف ، ولا رابع لها إلا ما سيأتي في مبحث اسم الفعل من أن بعضهم جعله رابعا وسماه الخالفة ، والدليل على الحصر في الثلاثة الاستقراء والقسمة العقلية ، فإن الكلمة لا تخلو إما أن تدل على معنى في نفسها أو لا ، الثاني الحرف ، والأول إما أن يقترن بأحد الأزمنة الثلاثة أو لا ، الثاني الاسم ، والأول الفعل.
وقد علم بذلك حد كل منها بأن يقال : الاسم ما دل على معنى في نفسه ولم يقترن بزمان ، والفعل ما دل على معنى في نفسه واقترن ، والحرف ما دل على معنى في غيره.
و (في) في المواضع الثلاثة للسببية ، أي : دلت على معنى بسبب نفسه لا بانضمام غيره إليه وبسبب غيره ، أي : انضمامه إليه ، فالحرف مشروط في إفادة معناه الذي وضع له انضمامه إلى غيره من اسم ك : الباء في مررت بزيد ، أو فعل ك : قد قام ، أو جملة كحروف النفي والاستفهام والشرط ، وقد يحذف المحتاج إليه للعلم به ك : نعم ولا ، وكأن قد ، وأما ذو وفوق ونحوهما وإن لم تذكر إلا بمتعلقها فليس مشروطا في إفادة معناها للقطع بفهم معنى ذو وهو صاحب من لفظه ، وكذا فوق ، وإنما شرط ليتوصل بها إلى الوصف بأسماء الأجناس ، وب : فوق إلى علو خاص وقس على هذا ، وقيل : هي للظرفية ، أي : معنى ثابت في نفسه وفي غيره ، أي : حاصل فيه ك : من في نحو : أكلت من الرغيف فإنها تفيد معناها وهو التبعيض في الرغيف وهو متعلقها ، بخلاف زيد مثلا ومن جعل الضمير المتصل ب : نفس وغير راجعا للمعنى كابن الحاجب فقد أبعد ؛ إذ لا معنى لقولنا ما دل على معنى بسبب نفس ذلك المعنى أو بسبب غيره أو ثابت فيه أو في غيره.