موصوفا ، والخبر إشارة للبعيد فيمتنع نحو : زيد قام هذا ، وزيد قام ذاك.
الثاني : تكرار المبتدأ بلفظه نحو : زيد قام زيد ، وأكثر ما يكون في مواضع التهويل والتفخيم نحو : (الْحَاقَّةُ مَا الْحَاقَّةُ) [الحاقة : ١ ـ ٢] ، (وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ) [الواقعة : ٢٧] ، وقيل : إنه يختص بذلك ، ولا يجوز في غيره ، وقيل : يختص بالضرورة ولا يجوز في غيرها ، وقيل : يجوز في الاختيار بضعف وعليه سيبويه.
الثالث : عموم يشمل المبتدأ نحو : زيد نعم الرجل ، وقوله :
٣١٩ ـ فأمّا الصّبر عنها فلا صبرا
وتوقف فيه الشيخ جمال الدين بن هشام فقال في «المغني» : كذا قالوا ، فيلزمهم أن يجيزوا زيد مات الناس ، وعمرو كل الناس يموتون ، وخالد لا رجل في الدار ، قال : وأما المثال فيخرج على أن أل فيه للعهد لا للجنس ، والبيت الرابط فيه إعادة المبتدأ بلفظه وليس العموم فيه مرادا ؛ إذ المراد أنه لا صبر له عنها ، لا أنه لا صبر له عن شيء.
الرابع : عطف جملة فيها ضمير المبتدأ بفاء السببية على الجملة المخبر بها الخالية منه نحو :
٣٢٠ ـ وإنسان عيني يحسر الماء تارة |
|
فيبدو وتارات يجمّ فيغرق |
ففي يبدو ضمير عائد على إنسان المبتدأ ، وهي معطوفة بالفاء على يحسر الماء الخبر.
الخامس : عطف الجملة المذكورة بالواو ، وأجازه هشام وحده نحو : زيد قامت هند وأكرمها ، ومنعه الجمهور ؛ لأنها إنما تكون للجمع في المفردات لا في الجمل بدليل جواز هذان قائم وقاعد ، دون هذان يقوم ويقعد.
السادس : شرط يشتمل على ضمير مدلول على جوابه بالخبر نحو : زيد يقوم عمرو إن قام ، أجازه الزجاج ، وجزم به ابن هشام في «المغني» ، وهو المختار.
__________________
٣١٩ ـ البيت من الطويل ، وهو لابن ميادة في ديوانه ص ١٣٤ ، والخزانة ١ / ٤٥٢ ، وشرح أبيات سيبويه ١ / ٢٦٩ ، ٢٧١ ، وشرح التصريح ١ / ١٦٥ ، وشرح شواهد المغني ٢ / ٨٧٦ ، والمقاصد النحوية ١ / ٥٢٣ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٧ / ٢٨ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٣١١.
٣٢٠ ـ البيت من الطويل ، وهو لذي الرمة في ديوانه ص ٤٦٠ ، والخزانة ٢ / ١٩٢ ، والمقاصد النحوية ١ / ٥٧٨ ، ٤ / ٤٤٩ ، ولكثير في المحتسب ١ / ١٥٠ ، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٣ / ١٠٣ ، ٧ / ٢٥٧ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣٦٢ ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٥٩٠.