(ص) والماضي للحال بالإنشاء والاستقبال بطلب ووعد وعطف على مستقبل ونفي ب : لا وإن بعد قسم ويحتمله ، والمضي بعد همزة التسوية فإن كانت لم بعد أم تعين المضي وتحضيض وكلما وحيث ، وواقعا صلة أو صفة نكرة عامة ، وأنكر أبو حيان هذا القسم.
(ش) للماضي أربع حالات أيضا :
أحدها : أن يتعين معناه للمضي وهو الغالب.
الثاني : أن ينصرف إلى الحال وذلك ؛ إذ قصد به الإنشاء كبعت واشتريت وغيرهما من ألفاظ العقود ؛ إذ هو عبارة عن إيقاع معنى بلفظ يقارنه في الوجود.
الثالث : أن ينصرف إلى الاستقبال وذلك إذا اقتضى طلبا نحو : غفر الله لك وعزمت عليك إلا فعلت أو لما فعلت ، أو وعدا نحو : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) [الكوثر : ١] ، أو عطف على ما علم استقباله نحو : (يَقْدُمُ قَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَأَوْرَدَهُمُ النَّارَ) [هود : ٩٨] ، (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ) [النمل : ٨٧] ، أو نفي ب : لا أو إن بعد قسم نحو : (وَلَئِنْ زالَتا إِنْ أَمْسَكَهُما مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ) [فاطر : ٤١] ، أي : ما يمسكهما.
١١ ـ ردّوا فو الله لا ذدناكم أبدا |
|
... |
الرابع : أن يحتمل الاستقبال والمضي ، وذلك إذا وقع بعد همزة التسوية نحو : سواء علي أقمت أم قعدت ؛ إذ يحتمل أن يراد ما كان منك من قيام أو قعود ، أو ما يكون من ذلك ، وسواء كان الفعل معادلا ب : أم أم لا نحو : سواء عليّ أيّ وقت جئتني ، فإن كان الفعل بعد أم مقرونا ب : لم تعين المضي نحو : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ) [البقرة : ٦] ؛ لأن الثاني ماض معنى فوجب مضي الأول ؛ لأنه معادل له ، أو وقع بعد أداة تحضيض نحو : هلا فعلت إن أردت المضي فهو توبيخ نحو : (فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ) [هود : ١١٦] ، أو الاستقبال فهو أمر به نحو : (فَلَوْ لا نَفَرَ) [التوبة : ١٢٢] ، أي : لينفر ، أو بعد كلما فالمضي نحو : (كُلَّ ما جاءَ أُمَّةً رَسُولُها) [المؤمنون : ٤٤] ، والاستقبال نحو : (كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ) [النساء : ٥٦] ، أو بعد حيث فالمضي
__________________
١١ ـ ذكر هذا البيت في نسخة ، ولم يأت عليه شرح في الدرر.