نحو : يا عبد الله ، (وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ) [التوبة : ٦] ، (وَالْأَنْعامَ خَلَقَها) [النحل : ٥] ، (وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشى) [الليل : ١] ؛ لأن صدورها في الأصل أفعال ، والتقدير أدعو زيدا وإن استجارك أحد وخلق الأنعام وأقسم بالليل ، وقد تكون الجملة ذات وجهين وهي اسمية الصدر فعلية العجز نحو : زيد يقوم أبوه.
قال ابن هشام : وينبغي أن يزاد عكس ذلك نحو : ظننت زيدا أبوه قائم ، وتنقسم أيضا إلى الكبرى والصغرى فالكبرى هي الاسمية التي خبرها جملة نحو : زيد قام أبوه وزيد أبوه قائم ، والصغرى هي المبنية على المبتدأ كالجملة المخبر بها في المثالين ، وقد تكون الجملة كبرى وصغرى باعتبارين نحو : زيد أبوه غلامه منطلق فمجموع هذا الكلام جملة كبرى لا غير ، وغلامه منطلق صغرى لا غير ، وأبوه غلامه منطلق كبرى باعتبار غلامه منطلق صغرى باعتبار جملة الكلام.
(ص) والقول لفظ دل على معنى فيعم الثلاثة ، قيل : والمهمل ، وليس مجازا في غير الكلمة ، ولا خاصا بالمركب ولا المفيد ، خلافا لزاعميها.
(ش) القول هو اللفظ الدال على معنى ف : اللفظ جنس يشمل المستعمل والمهمل ؛ لأنه الصوت المعتمد على مقطع والدال على معنى فصل يخرج المهمل ، فشمل الكلمة والكلام والكلم شمولا بدليا ، أي : إنه يصدق على كل منها أنه قول إطلاقا حقيقيا ، وقيل :إنه حقيقة في المفرد ، وإطلاقه على المركب مجاز وعليه ابن معط ، وقيل : حقيقة في المركب سواء أفاد أم لا ، وإطلاقه على المفرد مجاز ، وقيل : حقيقة في المركب المفيد ، وإطلاقه على المفرد والمركب الذي لا يفيد مجاز ، وبه جزم الجويني في «تفسيره» ، وقيل : إنه يطلق على اللفظ المهمل أيضا فيرادف اللفظ حكاه أبو حيان في باب ظن من شرح «التسهيل» ، وجزم به أبو البقاء في «اللباب» ، أما إطلاقه على غير اللفظ من الرأي والاعتقاد فمجاز جزما إجماعا.
(ص) الإعراب.
(ش) أي : هذا بحثه ، وهو مصدر أعرب مشتركا لمعان ، الإبانة : يقال : أعرب