الرابعة : المحكي ب : من نحو : من زيد؟ من زيدا؟ من زيد؟ قيل : إنه واسطة وإن حركته حركة حكاية لا حركة إعراب ولا بناء. قال أبو حيان : وهو الصحيح ، وقيل : إنه معرب وحركته حركة إعراب ، وأنه في الرفع خبر من ، وفي النصب مفعول فعل مقدر ، وفي الجر بدل ، وقيل : إنه مبني واختاره ابن عصفور ؛ لأن الاختلاف ليس بعامل في المعرب في الكلام الذي هو فيه.
الخامسة : المتبع نحو : الحمد لله بكسر الدال ، قيل : إنه واسطة ، والصحيح أنه معرب تقديرا بمعنى أنه قابل للإعراب ، وقيل : إنه مبني وبه جزم ابن الصائغ.
السادسة : في المضاف للياء ثلاثة أقوال :
أصحها : وعليه الجمهور أنه معرب كغيره من المضافات وإن لم يظهر فيه الإعراب ، فهو مقدر كالمقصور ونحوه.
والثاني : مبني لإضافته إلى مبني بناء على أن ذلك من أسباب البناء وعليه الجرجاني وابن الخشاب.
والثالث : واسطة لا مبني لعدم السبب ، ولا معرب لعدم ظهور الإعراب فيه ، وعلى هذا ابن جني.
(ص) مسألة : الحركة مع الحرف ، وقيل : بعده ، وقيل : قبله.
(ش) في محل الحركة ثلاثة أقوال حكاها ابن جني في الخصائص بأدلتها ، وعقد لها بابا :
أحدها : وهو قول سيبويه أنها تحدث بعد الحرف واختاره ابن جني ، قال : ويؤيده أنا رأينا الحركة فاصلة بين المثلين مانعة من إدغام الأول في الآخر نحو : الملل والصفف ، كما تفصل الألف بعدها بينهما نحو : الملال ، فلو لا أن حركة الأول تليه في الرتبة لما حجزت عن الإدغام ، وأن الحركة قد ثبت أنها بعض حرف ؛ إذ الفتحة بعض الألف والكسرة بعض الياء والضمة بعض الواو ، فكما أن الحرف لا يجامع حرفا آخر فينشآن معا في وقت واحد ، فكذلك بعض الحرف لا يجوز أن ينشأ مع حرف آخر في وقت واحد.
والثاني : أنها معه واختاره أبو علي الفارسي ، قال : ويؤيده أن النون الساكنة مخرجها