(ص) مسألة القبائل والبلاد والكلمة والهجاء يبنى على المعنى ، فإن كان أبا أو حيا أو مكانا أو لفظا أو حرفا صرف ، أو أما أو قبيلة أو بقعة أو سورة أو كلمة منع ، وقد يجب اعتبار أحدهما ، وقد تسمى قبيلة باسم أب أو حي باسم أم فيوصفان ببنت وابن ، ويؤنث الأب على حذف مضاف فلا يمنع.
(ش) صرف أسماء القبائل والبلاد والكلمة وحروف الهجاء ومنعها مبنيان على المعنى ، فإن أريد باسم القبيلة الأب كمعد وتميم ، أو الحي كقريش وثقيف صرف ، أو الأم كباهلة ، أو القبيلة كمجوس ويهود منع للتأنيث مع العلمية ، وكذا إن أريد باسم البلد المكان كبدر وثبير صرف ، أو البقعة كفارس وعمان منع ، أو بالكلمة اللفظ نحو : كتب زيد فأجاد ، أي : فأجاد هذا اللفظ صرف ، أو الكلمة نحو : فأجادها منع ، وكذلك الأفعال وحروف الهجاء والسور ، وقد يتعين اعتبار الحي أو القبيلة أو المكان أو البقعة فالأول ككلب والثاني كيهود ومجوس والثالث كبدر ونجد والرابع كدمشق وجلق والحجاز والشام واليمن والعراق.
وقد جاء بالوجهين في النوعين أسماء وذلك ثلاثة أقسام :
قسم يغلب فيه اعتبار التذكير كقريش وثقيف ومنى وهجر وواسط وحنين.
وقسم يغلب فيه اعتبار التأنيث كجذام وسدوس وفارس وعمان.
وقسم استوى فيه الأمران كثمود وسبأ وحراء وقباء وبغداد ، وقد تسمى القبيلة باسم الأب كتميم أو الحي باسم الأم كباهلة فيوصفان بابن وبنت فيقال : تميم بن مر أو بنت مر ، وباهلة بن أعصر أو بنت أعصر مراعاة للأصل أو المسمى ، وقد يؤنث اسم الأب على حذف مضاف مؤنث فلا يمنع الصرف كقوله :
٣٨ ـ سادوا البلاد وأصبحوا في آدم |
|
بلغوا بها بيض الوجوه فحولا |
أي : في قبائل آدم أو أولاد آدم فحذف المضاف ثم أنت آدم فأعاد الضمير إليه مؤنثا في قوله : بلغوا بها ، ولم يمنعه الصرف ؛ لأنه راعى المضاف المحذوف.
__________________
٣٨ ـ البيت من الكامل ، وهو بلا نسبة في الكتاب ٣ / ٢٥٢ ، واللسان ٦ / ١٠ ، مادة (أنس) ، ١٢ / ١٢ ، مادة (أدم) ، انظر المعجم المفصل ٢ / ٦٦٠.