وجانبي الرأس ، وقيل : طرفا كل شيء ، ومنها ما يصلح للتجريد ولا يختلف معناه كحوالينا قال صلىاللهعليهوسلم : «اللهم حوالينا ولا علينا» (١) ، وقال الشاعر في التجريد :
٥٩ ـ وأنا أمشي الدّألى حواليكا
ومثله حوله قال تعالى في التجريد : (فَلَمَّا أَضاءَتْ ما حَوْلَهُ) [البقرة : ١٧] ، وقال الشاعر في التثنية :
ومنها ما لا يصلح لعطف مثله عليه وذلك ما كان على سبيل التغليب كالأبوين للأب والأم ، والقمرين للشمس والقمر ، والعمرين لأبي بكر وعمر ، وهذا النوع مسموع يحفظ ولا يقاس عليه ، ثم تارة يغلب الأشرف كالمثال الأول ، قال الله تعالى : (وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ) [يوسف : ١٠٠] ، وتارة المذكر كالثاني ، وتارة الأخف كالثالث ، وتارة الأعظم نحو : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) [الرحمن : ١٩] ، (وَما يَسْتَوِي الْبَحْرانِ) [فاطر : ١٢].
ومنها ما لا زيادة فيه وهو كلا وكلتا بشرط أن يضافا إلى مضمر نحو : (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُما أَوْ كِلاهُما) [الإسراء : ٢٣] ، وتقول : رأيت كليهما وكلتيهما ، فإن أضيفا إلى مظهر أجريا بالألف في الأحوال كلها هذه اللغة المشهورة وبعض العرب يجريهما مع الظاهر مجراهما مع المضمر في الإعراب بالحرفين ، وعزاها الفراء إلى كنانة ، وبعضهم يجريهما معهما بالألف مطلقا ، وما ذكرناه من أنهما بمعنى المثنى ولفظهما مفرد هو مذهب البصريين ، وعلى هذا فألف كلا منقلبة عن واو ، وقيل : عن ياء ووزنها فعل ك : معى ووزن كلتا فعلى كذكرى وألفها للتأنيث والتاء بدل عن لام الكلمة ، وهي إما واو وهو اختيار ابن جني وأصلها كلوى أو ياء وهو اختيار أبي علي ، وإنما قلبت تاء لتأكيد التأنيث ؛ إذ الألف تصير تاء في بعض الأحوال فتخرج عن علم التأنيث ، وذهب بعضهم إلى أن التاء زائدة
__________________
٥٩ ـ الرجز على لسان ضب في الحيوان ٦ / ١٢٨ ، وبلا نسبة في اللسان ٢ / ١٤ ، مادة (بيت) ، ١١ / ١٨٧ ، مادة (حول) ص ٢٣٣ ، مادة (دأل) ، وجمهرة اللغة ص ١٣٠٩ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٢ ، والكتاب ١ / ٣٥١ ، والمعاني الكبير ص ٦٥٠ ، انظر المعجم المفصل ٣ / ١٢٢١.
(١) أخرجه البخاري ، كتاب الجمعة ، باب الاستسقاء في الخطبة يوم الجمعة (٩٣٣) ، ومسلم ، كتاب صلاة الاستسقاء باب الدعاء في الاستسقاء (٨٩٧).