التعريف بكتاب
حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة
قال الشيخ السيوطي في بداية هذا الكتاب :
لقد سمّيته حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ، أوردت فيه فوائد سنيّة وغرائب مستعذبة مرضية ، تصلح لمسامرة الجليس وتكون للوحدة نعم الأنيس.
لقد اطّلع المؤلّف قبل البدء بوضع هذا الكتاب المفيد الذي رجع إليه المؤرخون والمحقّقون على كتب أخرى ـ كما قال ـ فساهمت في مضمون الكتاب ، مثل : فتوح مصر وفضائل مصر وتاريخ مصر والخطط المقريزية والقضاعية و... الخ ، بحيث كان عدد مراجعه التي اعتمد عليها أكثر من ثلاثين.
وضمّن كتابه هذا أسماء المواضع التي ذكرت فيها مصر في القرآن والحديث ، ثم تحدّث عن إقليم مصر ومن نزلها من أولاد آدم عليهالسلام ، ومن ملكها قبل وبعد الطوفان ، ومن دخلها من الأنبياء والصدّيقين ومن كان بها من الحكماء. ثم عرّج المؤلف على عجائبها القديمة وذكر الاسكندرية ومنارتها ، وكتاب الرسول صلىاللهعليهوسلم إلى المقوقس ، ثم فتح مصر وبناء المساجد واختطاط الجيزة وفتح الفيوم وبرقة والنوبة.
كما تطرق المؤلف إلى الخليج الذي يربط نهر النيل بالبحر الأحمر والذي سمّي بخليج أمير المؤمنين ، دون أن ينسى ذكر من دخل مصر من الصحابة ومن سكنها من التابعين ورواة الحديث وحفّاظه ، وفقهاء المذاهب الأربعة ومن كان بها من أئمة العلوم الأخرى المختلفة مستمرا في ذلك إلى العهد الفاطمي فالأيوبيين والمماليك مع ذكر تفاصيل كتقليد الخلافة أو خطب الجمعة وبعض الحوادث التاريخية والطبيعية والمجاعات وخلافات الأسرة الحاكمة مرورا بالجانب العمراني من جوامع ومدارس وخانقاهات وطريق الحج والبريد الجوي (الحمام الزاجل) مما يعطينا فكرة دقيقة عن بعض جوانب الحياة تهمّ المؤرّخ والقارئ.