يجوزان في كل مضارع سمعا فيه أم لا ، قال أبو حيان : والذي نختاره أنه إن سمع الكسر أو الضم أتبع ، وإلا جاز فيه الكسر والضم.
(ولزموا الضم في باب المبالغة على الصحيح) نحو : ضاربني فضربته أضربه ، وكابرته فكبرته أكبره ، وفاضلني ففضلته أفضله ، وجوز الكسائي فتح عين مضارع هذا النوع إذا كان عينه أو لامه حرف حلق قياسا نحو : فاهمني ففهمته أفهمه ، وفاقهني ففقهته أفقهه ، وحكى الجوهوي : واضأني فوضأته أوضؤه ، وقال : وذلك بسبب الحرف الحلقي ، وروى غيره : شاعرته فشعرته أشعره ، وفاخرني ففخرته أفخره بالفتح ، ورواية أبي ذر بالضم ، (و) لزموا الضم (في المضاعف المتعدي) نحو : شد يشد وعد يعد ؛ لأنه كثيرا تلحقها الضمائر المنصوبة فلو كسر لزم الخروج من كسرة إلى ضمتين متواليتين ، فضم ليجري اللسان على سنن واحد بخلاف اللام.
(و) لزموا الضم (في الأجوف والمنقوص بالواو) للمناسبة ولئلا ينقلب ياء فيلتبس باليائي نحو : قال يقول ، وجاد يجود ، ودعا يدعو ، وعلا يعلو ، (و) لزموا (الكسر فيهما) أي : في الأجوف والمنقوص (بالياء) لما ذكر سواء كان غير مثال نحو : باع يبيع ورمى يرمي ، أم مثالا نحو : وفى يفي.
(و) لزموا الكسر (في المضاعف اللازم) نحو : صح يصح وضج يضج وأن يئن ، (و) لزموا الكسر (في المثال) نحو : وسم يسم لئلا يلزم إثبات الواو فيه ؛ لارتفاع العلة الموجبة للحذف وهي وقوعها بين ياء وكسرة ، فيلزم واو بعدها ضمة وهو مستثقل ، وسواء كان صحيح اللام أم لا نحو : وفى يفي ، هذا إذا لم تكن عينه أو لامه حرف حلق ، (فإن كان عينه أو لامه) حرفا (حلقيا فالفتح) وارد (أيضا) مع الكسر نحو : وعد يعد ووضع يضع ويعرت الشاة تيعر ، إلا أن يكون منقوصا ويكون يائيا ففيه الكسر كما سبق نحو : وعى يعي ، (أو) كان الماضي على (فعل) بالكسر (فتحت) العين في المضارع نحو : علم يعلم تخفيفا بمخالفة عينهما ، (وتكسر) أيضا (في المثال) لتسقط الفاء فتحصل الخفة نحو : ورث يرث وومق يمق ، وجاء الفتح فيه بلا شذوذ كوله يله ووهل يهل ، ولم يضم في هذا الباب كراهة اجتماع ثقيلين وهما الكسر والضم في باب واحد ، (أو) كان الماضي على (فعل) بالضم (ضمت) أيضا في المضارع نحو : ظرف يظرف ؛ لأن هذا الباب موضوع للصفات اللازمة فاختير للماضي وللمضارع فيه حركة لا تحصل إلا بانضمام إحدى الشفتين إلى الأخرى رعاية للتناسب بين الألفاظ ومعانيها ، (وما عدا ذلك) المذكور (شاذ) كفتح مضارع