تلو ساكن حذفت في الأصح ، أو متحرك فبحركته مطلقا في الأصح ، فإن وصلت بشيء فكالوسط على الأصح بخلاف الأولى إلا لئلا ولئن ويومئذ ونحوه وهؤلاء.
وتحذف همزة الوصل بين واو أو فاء أو بين همزة هي فاء وبعد همزة استفهام ، وقيل : ألا المفتوحة ، أما المقطوعة بعده فكما تسهل في الأصح ومن لام التعريف بعد لام جر ، وكذا ابتداء في الأصح ، ومن أول بسم الله الرحمن الرحيم لا تسمية غيرها في الأصح ، ومن الابن المحذوف تنوين متلوه ولو مع كنية في الصحيح ، لا في أول السطر وفي ابنة رأيان.
(ش) خرج عن الأصل السابق أشياء يتضمنها خمسة أنواع :
أحدها : أحكام الهمزة ولها أحوال ؛ لأنها إما أن تكون أولا أو حشوا أو طرفا ، والتي في حشو إما أن تكون ساكنة أو متحركة ، والمتحركة إما أن يكون ما قبلها ساكنا أو متحركا ، والمتطرفة إما أن يكون ما قبلها ساكنا أو متحركا ، فهذه ستة أحوال.
فالتي هي أول تكتب بألف مطلقا سواء فتحت أم كسرت أم ضمت نحو : أحمد وإثمد وأكرم ، وكذا حكمها إن تقدمها لفظ كائنا ما كان إلا ما شذ وهو (لئلا ولئن) و (يومئذ) ونحوه ، وهو كل زمان أضيف إلى الجملة كليلتئذ وزمانئذ وحينئذ وساعتئذ ، فإن هذه الألفاظ كتبت فيها الهمزة ياء ، وإلا (هؤلاء) فإنها كتبت فيها واوا ، وكان القياس أن تكتب (لئلا) (لأن لا) و (لئن) (لإن) ويومئذ ونحوه (يوم إذا) بفصل الظرف وألف بعد الذال بدلا من التنوين ، لكن جعل الظرف مع (إذ) كالشيء الواحد فوصل ب : (إذ) وجعلت صورة الألف ياء كما جعلوها في بئس ، وكان القياس في (هؤلاء) (هاألاء).
قال أبو حيان : وإنما لم يخالف بها إلى حركتها ؛ لأن الهمزة إذا كانت أولا فهي مبتدأة ، والمبتدأة لا تسهل ، والكتاب بنوا الخط في الأكثر على حسب تسهيلها لوجهين :
أحدهما : أن التسهيل لغة أهل الحجاز ، واللغة الحجازية هي الفصحى ، فكان الكتب على لغتهم أولى.
والثاني : أنه خط المصحف فكان البناء عليه أولى مع أن القياس يقتضيه ، ألا ترى أنا نوافق خط المصحف مع مخالفة القياس في مواضع كالصلاة والزكاة ، فهذا سبب أن كتبت أولا على صورتها التي وضعت لها ، وهي صورة الألف الساكنة بأي حركة تحركت.
والتي هي حشو وهي ساكنة ولا تكون إلا بعد متحرك تكتب حرفا من جنس التي