أصول نحوية ، ففي بيانها بيان لتلك الأصول ككتابة الهمزة على نحو ما يسهل به ، وهو باب من النحو كبير اه.
التنقيط
(ص) ووضع النقط لرفع الاشتراك ، ومن ثم اختار أبو حيان نقط القاف والنون والياء وصلا لا فصلا ، وبعضهم نقط الشين واحدة ، والزنجاني نقط هاء التأنيث ، ونقط أهل الغريب كل مهمل إلا الحاء أسفل ، وربما كتبوا تحته مثله ، أو همزة ، أو فوقه علامة ، أو نبرة اصطلاحات.
(ش) قال أبو حيان : الحروف منها ما ينفرد بصورة ، ومنها ما هو مشترك ، وقصدوا بتعليل الصور الاختصار فكما أن في اللفظ المشترك كالعين فكذلك فعلوا في الصور جعلوا فيها المشترك ، قال : هكذا قالوا ، وقال بعض شيوخنا : ليس كذلك ؛ لأنهم وضعوا فارقا هو النقط بواحدة أو أكثر والإهمال ، فليس إذن من المشترك ، فالصورة والنقط مجموعهما دل على أشكال الحروف ، قال : ومن الحروف ما يلتبس بالخط إذا وصل بغيره كالنون والقاف والياء فيزول الاشتراك بالنقط ، ولذلك ينبغي ألا تنقط في الفصل ؛ إذ لا يحصل اشتراك ؛ لأن لها صورة خاصة بها فيكون إذ ذاك كالكاف انتهى.
واختار بعضهم نقط الشين بواحدة ؛ لأن المقصود وهو الفرق بينهما وبين السين حاصل بها ، والأكثر على نقطها بثلاث ، واختار الزنجاني في آخرين نقط هاء التأنيث في نحو : رحمة فرقا بينها وبين هاء الضمير وهاء السكت ، والأدباء منهم الحريري يعدونها في الحروف غير المنقوطة ، ولهذا أتوا بها في الأبيات والرسائل التي التزموا عروها من حرف منقوط.
ونقط أهل غريب الحديث كل حرف مهمل من أسفل مبالغة في الإيضاح ، ودفع توهم السهو عن النقط إلا الحاء ؛ إذ لو نقطت لا لتبست بالجيم ، ومنهم من يكتب تحت الحرف المهمل حرفا صغيرا مثله ، أو همزة ، أو فوقه علامة ، أو نبرة ، اصطلاحات لأهل الحديث.
وهذا آخر ما تضمنه جمع الجوامع والكلام عليه.
(ص) وقد تم «جمع الجوامع» نظما ، المودع من فنون العربية جمعا جمّا ، الكائن من بلاغة الإيجاز وعذوبة الألفاظ بالمحل الأسمى ، الفائق على نظرائه إيجازا وجمعا ، المرفوع عن همم معاصريه قطعا ، المشيد أركان مبانيه إحكاما ووضعا ،