الحرفين نحو : مررت بزيد ودخلت إلى عمرو الظريفين ، وكاختلاف معنى الحرفين نحو : مررت بزيد واستعنت بعمرو الفاضلين ، أو الإضافتين نحو : هذه دار زيد ، وهذا أخو عمرو الفاضلين.
(وإن كان العامل واحدا جازا) أي : الإتباع والقطع (إن لم يختلف العمل) نحو : قام زيد وعمرو العاقلان ، بخلاف ما إذا اختلف فيتعين القطع سواء اختلفت النسبة إليهما من حيث المعنى نحو : ضرب زيد عمرا العاقلان ، أم اتحدت.
وقال الفراء وابن سعدان : يجوز الإتباع في الأخيرة ، ثم قال الفراء : يجب إتباع المرفوع تغليبا له ، وقال ابن سعدان : يجوز إتباع كل منهما نحو : خاصم زيد عمرا الكريمان والكريمين ؛ لأن كلا منهما مخاصم ومخاصم فهو فاعل ومفعول ، قال أبو حيان : ورد بأنه لا يجوز ضارب زيد هندا العاقلة بالرفع على الإتباع إجماعا ، فكما لا يجوز في نعت الاسم إذا أفرد الحمل على المعنى لا يجوز إذا ضممته إلى غيره.
(ويجوزان) أي : الإتباع والقطع (في نعت غير مبهم إن لم يكن ملتزما ولا مؤكدا ، قال يونس : ولا ترحما) نحو : الحمد لله الحميد ، أي : هو ، (وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ) [المسد ٤] ، أي : أذم ، (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) [النساء : ١٦٢] ، أي : أمدح ، و (اللهم الطف بعبدك المسكين) ، أي : أترحم ، على رأي الجمهور ، بخلاف نعت المبهم نحو : مررت بهذا العالم ، أو النعت الملتزم نحو : نظرت إلى الشعرى العبور ، أو المؤكد نحو : (لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ) [النحل : ٥١] ، فلا يجوز فيهما القطع.
(فإن كان) النعت (لنكرة شرط) في جواز القطع (تقدم) نعت (آخر اختيارا) كقول أبي الدرداء : (نزلنا على خال لنا ذو مال وذو هيئة) ، فإن لم يتقدم آخر لم يجز القطع إلا في الشعر ، (لا لكونه لغير مدح أو ذم أو ترحم) أي : لا يشترط ذلك (في الأصح) ، وقال يونس : لا يجوز القطع في الثلاثة ، ووافقه الخليل في المدح والذم ، أما نعت المعرفة فلا يشترط ذلك فيه باتفاق إلا ما تقدم عن يونس في الترحم.
(وإن كثرت نعوت معلوم) لا يحتاج إليها في التمييز (أو منزل منزلته) تعظيما أو غيره (أتبعت) كلها (أو قطعت أو) قطع (بعضها) وأتبع بعض (بشرط تقديم المتبع في الأصح) لأنه الثابت عن العرب ؛ لئلا يفصل بين النعت والمنعوت ، وقيل : لا يشترط ، بل يجوز الإتباع بعد القطع ؛ لأنه عارض لفظي فلا حكم له ، وقد قال تعالى : (وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكاةَ) [النساء : ١٦٢] ، وقالت الخرنق :