١٥٣٧ ـ لا يبعدن قومي الذين هم |
|
سمّ العداة وآفة الجزر |
النّازلين بكل معترك |
|
والطيّبون معاقد الأزر |
روي برفعهما ونصبهما ونصب الأول ورفع الثاني وعكسه ، وهو مما نزل فيه المنعوت منزلة المعلوم تعظيما ، وأجيب بأن الرفع فيه على رواية نصب الأول ، وفي الآية على الابتداء ، أما إذا احتاج المنعوت إلى إتباع الجميع أو بعضها في البيان فإنه يجب إتباعه ويقدم في الثانية على المقطوع وإتباعه أيضا أجود.
(ويجوز تعاطفها) أي : النعوت ، أي : عطف بعضها على بعض متبعة كانت أو مقطوعة ، قال أبو حيان : وتختص بالواو نحو : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعى) [الأعلى : ١ ـ ٤] ، قال : ولا يجوز بالفاء إلا إن دلت على أحداث واقع بعضها على إثر بعض ، نحو : مررت برجل قائم إلى زيد فضاربه فقاتله ، قال :
١٥٣٨ ـ يا ويح زيّابة للحارث |
|
الصابح فالغانم فالآيب |
أي : الذي صبح العدو فغنم فآب ، قال السهيلي : والعطف بثم في مثل هذا بعيد جوازه ، وقال ابن خروف : إذا كانت مجتمعة في حالة واحدة لم يكن العطف إلا بالواو ، وإلا جاز بجميع حروف العطف إلا حتى وأم ، وإنما يجوز العطف (لاختلاف المعاني) لأنه حينئذ ينزل اختلاف الصفات منزلة اختلاف الذوات ، فيصح العطف فإن اتفقت فلا ؛ لأنه يؤدي إلى عطف الشيء على نفسه.
(وإنما تحسن لتباعدها) نحو : (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ) [الحديد : ٣] ، بخلاف ما إذا تقاربت نحو : (هُوَ اللهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ) [الحشر : ٢٤] ، (ويلي) النعت (إما أو لا) لإفادة شك أو تنويع أو نحوهما (فيجب تكرارهما) مقرونين (بالواو)
__________________
١٥٣٧ ـ البيتان من الكامل ، وهما للخرنف بنت هفان في ديوانها ص ٤٣ ، والأشباه والنظائر ٦ / ٢٣١ ، وأمالي المرتضى ١ / ٢٠٥ ، والإنصاف ٢ / ٤٢٨ ، وأوضح المسالك ٣ / ٣١٤ ، والحماسة البصرية ١ / ٢٢٧ ، وخزانة الأدب ٥ / ٤١ ، ٤٢ ، ٤٤ ، وسمط اللآلي ص ٥٤٨ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ١٦ ، وشرح التصريح ٢ / ١١٦ ، انظر المعجم المفصل ١ / ٤٢٦.
١٥٣٨ ـ البيت من السريع ، وهو لابن زيابة في خزانة الأدب ٥ / ١٠٧ ، وسمط اللآلي ص ٥٠٤ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٤٧ ، وشرح شواهد المغني ص ٤٦٥ ، ومعجم الشعراء ص ١٥ ، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٦٥ ، وخزانة الأدب ١١ / ٥ ، ومغني اللبيب ص ١٦٣ ، انظر المعجم المفصل ١ / ١٣١.