ويقال إنّ ماءها هو الذي سقى عليه موسى عليه الصلاة والسلام غنم بنات شعيب ، ثمّ يرحل إلى عيون القصب في مرحلتين ، ثمّ إلى المويلحة في ثلاث مراحل ، ثمّ إلى الأزلم في أربع مراحل. وماؤه من أقبح المياه ، وهناك خان بناه الأمير آل ملك الجوكندار ، وعمل هناك بئرا أيضا ، ثمّ الوجه في خمس مراحل ، وماؤه من أعذب المياه ، ثم إلى أكرى في مرحلتين وماؤه أصعب ماء في هذه الطريق ، ثمّ إلى الحوراء وهي على ساحل بحر القلزم في أربع مراحل ، وماؤها شبيه بماء البحر لا يكاد يشرب ، ثمّ إلى نبط في مرحلتين وماؤه عذب ، ثمّ إلى ينبع في خمس مراحل ويقيم عليه ثلاثة أيام ، ثمّ إلى الدهناء في مرحلة ، ثمّ إلى بدر في ثلاث مراحل ، وهي مدينة حجازيّة وبها عيون وجداول وحدائق ، وبها الجار فرضة المدينة الشريفة ، ثمّ يرحل إلى رابغ في خمس مراحل ، وهي بإزاء الجحفة التي هي الميقات ، ثمّ يرحل إلى خليص في ثلاث مراحل ، وبها بركة عملها الأمير أرغون الناصريّ ، ثمّ إلى بطن مرّ في ثلاث مراحل ، وفي طريقه بئر عسفان ، ثمّ يرحل من بطن مرّ إلى مكّة المشرّفة مرحلة واحدة.
ثمّ يرجع في منازله إلى بدر ، فيعطف إلى المدينة الشريفة ، فيرحل إلى الصّفراء في مرحلة ، ثم إلى ذي الحليفة في ثلاث مراحل ، ثمّ إلى المدينة الشريفة في مرحلة ، ثمّ يرجع إلى الصفراء ويأخذ بين جبلين في فجوة تعرف بنقب عليّ ؛ حتّى يأتي الينبع في ثلاث مراحل ، ثمّ يستقيم على طريقه إلى مصر.
ذكر قدوم المبشّر سابقا يخبر بسلامة الحاج
كان ذلك في عهد الخلفاء الراشدين : عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان فمن بعدهم ، وله حكمة لطيفة قلّ من يعرفها ، قال الحافظ عماد الدين بن كثير في تاريخه في قصّة حصر عثمان رضياللهعنه : واستمرّ الحصار بالديار المصرية حتّى مضت أيام التّشريق ، ورجع البشير من الحجّ ، فأخبر بسلامة الناس ، وأخبر أولئك بأنّ أهل الموسم عازمون على الرجوع إلى المدينة ليكفّوهم عن أمير المؤمنين.
وأخرج مالك في الموطّأ عن ابن دلان عن أبيه أنّ رجلا من جهينة كان يشتري الرّواحل فيتغالى بها ، ثمّ يسرع السّفر فيسبق الحاجّ ، فأفلس ، فرفع أمره إلى عمر ، فقال : أمّا بعد أيّها الناس ، إنّ الأسيقع أسيقع جهينة رضي من دينه وأمانته أن يقال : سبق الحاجّ ، ألا وإنّه أدان معرضا ، فأصبح وقد دين به فهمد ، فمن كان له عليه دين فليأته بالغداة. فقسم ماله بين غرمائه ، ثمّ كمل الدّين.