وفيها قدم مانع بن ربيعة المريدي من بلد الدروع ، المعروفة بالدرعية ، من نواحي القطيف ، ومعه ولده ربيعة على ابن درع رئيس الدروع ، أهل وادي حنيفة وكان بينهم مواصلة ، لأن كلّا منهما ينتسب إلى حنيفة ، فأعطاه ابن درع المليبيد وغصيبة فعمر ذلك هو وذريته ، وكان ما فوق المليبد وغصيبة لآل يزيد من بني حنيفة ، وكان جميع الوصيل مما فوق سمحة ، ومن الجبيلة إلى الأبكين ، الجبلين المعروفين ، وموضع حريملاء ، لحسن بن طوق جد المعامرة من العناقر ، من بني سعد بن زيد مناة بن تميم. ثم إنه لما مات مانع المريدي تولى بعده ابنه ربيعة ، وصار له شهرة ، وكثرت جيرانه من الموالفة وغيرهم ، وحارب آل يزيد.
ثم ظهر ابنه موسى بن ربيعة وصار أشهر من أبيه في حياته ، ثم احتال على قتل أبيه وجرحه جراحات ، فانفلت منه وقصد حمد بن حسن بن طوق ، رئيس العيينة ، فأكرمه وصار عنده.
ثم إن موسى بن ربيعة المذكور جمع جموعا من المردة والموالفة وغيرهم ، وصبح بهم آل يزيد في النعيمة والوصيل ، وقتل منهم أكثر من ثمانين رجلا ، واستولى على منازلهم ودمرها ، ولم يقم لهم بعد هذه الوقعة قائمة ، وهي التي يضرب بها المثل في نجد : يقال صبحهم فلان صباح الموالفة لآل يزيد.
استمر موسى بن ربيعة في الولاية ، ولما مات تولى بعده ابنه إبراهيم بن موسى ، وكان لإبراهيم بن موسى عدة أولاد ، منهم عبد الرحمن الذي نزل ضرما وجو ، ونواحيها وسكنها ذريته من بعده ، وهم المعروفون بالشيوخ في ضرما ، وآخر من تولى منهم إبراهيم بن