أمرا إلّا ويحصل فوق ما توقع من جميع الوجوه ، حتى إنه غزا نحو ٥٢ غزوة ما انهزم له راية وهيبته بالغة بالخواطر إلى أن توفي في ٣ رجب سنة ١٣١٥ ه بمرض ذات الجنب استقام ١٢ يوما. وبعده تأمر ابن أخيه عبد العزيز بن متعب بن عبد الله الرشيد وهو الأمير الحالي لعموم نجد :بدو وحضر (١) ، حرر في شعبان.
حرب عنيزة الثانية
وأما حرب عنيزة الأخيرة فأوله في سنة ١٢٧٥ ه وانتهاؤه في آخر سنة ١٢٨٠ ه ، عدم فيه رجال وأموال ونخيل الوادي ، بحيث إن أهل عنيزة انضروا في كل وجه ، وقد كان الحاكم فيصل وهو رجل خير ، وفيه دين ورحمة. وقد تخلّل حكم آل سعود والرشيد من الوقائع والحوادث ما يستوعب تاريخا كبيرا ، وبلغنا أن إبراهيم بن صالح بن عيسى ساكن أشيقر مهتمّ بتأليف تاريخ تلك الأحداث.
مقتل الشريف
وفي سنة ١٣٠٢ ه : قتل الشريف حسين بن محمد بن عون أمير مكة. وذلك أنه توجه إلى جده لأجل تفقد أحوال أهلها ، وفي أثناء ذلك كان ماشيا في موكبه في سوق جده هجم عليه درويش ، قيل إنه أفغاني ، فطعنه في سكين قضت عليه بعد ٢٤ ساعة رحمهالله. أما الدرويش استنطقوه : فكان جوابه أن نفسه الخبيثة أمرته بذلك ، وبعده قتل. أما الشريف الحسين فكان موصوفا بالعفة والدّيانة ، وأمه أمة حبشية.
__________________
(١) هذا حين كتابة المؤلف رحمهالله لهذه الحادثة.