بسم الله الرّحمن الرّحيم
مقدمة الكتاب
نكتب هذه المقدمة لإيضاح الحالة العامة في نجد ، في الوقت الذي نريد أن نتكلم عن حوادثه الغامضة ، ليعلم القارىء مقدار الصعوبات التي تعترض كل من يحاول أن يكتب عن تاريخ نجد القديم. فقد كانت بتلك الوقت إمارات متفرقة مفككة الأوصال ، لا يربطها إلّا جامعة المصلحة المشتركة حين الحاجة فقط فكل بلد أو قرية مستقلة عن الأخرى في أعمالها وفي حوادثها وكانت الغزوات بينهم متبادلة ، لا لسبيل التوسع والامتلاك وتوحيد الكلمة وجمعها ، بل للتشفي والانتقام ، مما أخّر حالة نجد قرونا متطاولة ، وهي في حالة البداوة ، وكان نفوذ هؤلاء الأمراء يضيق ويتسع تبعا لمقدرة الأمير وشخصيته.
وقد حاولت أن أجمع شتات حوادث نجد ، وأصل قديمها بحديثها ، فبحثت في كتب التواريخ العامة ، لعلي أجد فيها ما ينير لي الطريق ، ويساعدني على تكوين شبه تاريخ متصل ، ولو كان ناقصا. فرجعت منها