ورئيسهم يومئذ رميزان بن غشام الشاعر المشهور ، وكانت الغلبة يومئذ لآل ماضي وهم أمراء الروضة ، بعد أن أجلوا رميزان وجماعته عنها ، فنزل هذا قرية (أم حماد) المعروفة في أسفل بلد حوطة سدير ينظر الفرصة بأبناء عمه ، إلّا أنهم لم يتركوه ، فقد استنجدوا بأحمد بن عبد الله بن معمر أمير العيينة فأنجدهم بقوة هو رئيسها فقضى على رميزان وأخرجه من (أم حماد) وكان رميزان من الأمراء الممتازين همة وإقدامّا ، فلجأ إلى الشريف يزيد بن محسن ، وكان له به صلة وثيقة ، فشكى إليه ما لحقه من بني عمه واستنجد به عليهم ، فأوعده خيرا ، ولكن لم يتمكن من إيجاده ، لأن الحالة في الحجاز مضطربة ، ولم يهمل أمره كل الإهمال فلما استتب الأمر للشريف في الحجاز خرج غازيّا نجد ، بعد هذه الحوادث بخمس سنوات مات في أثناءها أحمد بن معمر ، وقتل خلفه ناصر بن عبد الله بن معمر ، وقتل بن هلال في خلاف وقع بينهم وبين بني عمهم.
فنزل الشريف زيد ـ الروضة ـ وقبض على محمد بن ماضي وقتله وولى فيها رميزان بن غشام بعد أن نكل بأهل البلد تنكيلا شديدا ، ثم رحل منها. ونزل بنبان الماء المعروف في العارض قاصدا العيينة ، وبما أن الأمير الذي ساعد آل ماضي قد مات فقد اكتفى بوضع غرامة باهظة في نقود وطعام ، فأخذها ورجع وهدأت الحالة بينهم. واستمر رميزان متغلبا على الروضة طيلة أيام الشريف زيد فلما توفي الشريف المذكور سنة ١٠٧٦ ه قويت شوكة خصومه فرجع أبناء راجح إلى محلتهم بالروضة وعمروها. وتجدد النزاع بينهم كما كان سابقا إلى أن قتل رميزان وضعفت شوكة آل أبي سعيد. كما سيأتي توضيحه في موضعه من هذا الكتاب.