العباد في سبيل المصالح الخصوصيّة ، وعلى حساب الأطماع الملتهبة ، والنفوس المتعطّشة إلى السّلب والنهب ، وكان مستقر ملك هذه الأسرة الجريب (١) من ناحية بني جلّ ودير ابن عنجر ويعرف الآن بسوق المحرّق وقلحاح ، قال الشرقي في لآليه : وفي قلحاح مآثر عظيمة وعمارة كثيرة قلّ ما يوجد مثلها ، ولا أدري هل هي من مآثرهم أولا لأنهم لم يذكروه في أشعارهم مع كثرة ذكرهم لغيره من سائر القرى والقبائل ، الذين في تلك الجهة وقد ذكر في اللآلىء عدة قصائد للخطاب وأخيه سليمان (٢). وفيها مثال ناطق وصورة كاملة لما لحق البلاد وأهلها من الخراب والدمار والبؤس والإقتار ، بسبب الأخوين المذكورين ، فمن ذلك هذه القصيدة لسليمان يمدح الجريب ويذم اخاه الخطاب أولها :
إذا الله عمّ الأرض منه برحمة |
|
فروى منها محلها وخصيبها |
فلا تخطئن أرض المحافر سهلها |
|
وأوعارها قبل البلاد نصيبها |
بلاد تساوى بردها وحرورها |
|
فسيان كانون بها وأبيبها (٣) |
غزيرة أنهار تفيض مياهها |
|
وغير حرور حيث كان قليبها |
واعذب ارض الله اما لشارب |
|
وخصّ بها طيبا وبرد اجريبها |
اذا كانت العذراء للشمس منزلا |
|
وقابل أيام الخريف صريبها |
رأيت بها الأعناب والخوخ دائما |
|
مع التين والتفاح يرضيك طيبها |
ومنها :
وفيها من الفتيان كل سيمذع |
|
تعاف الدّنايا (٤) نفسه وتعيبها |
تعاف
__________________
(١) الجريب : بفتح الجيم وكسر الراء قرية من بلاد حجور الشام.
(٢) وقد طبع ديوانهما مع حذف فاحش في السنوات الأخيرة وشردبوان الحطاب الحجوري مستقلا الاستاذ اسماعيل قربان من على الاسماعيلية بالهند.
(٣) شهر ابيب : من شهور القبط.
(٤) في الأصل دنيا.