أحكام القلب
[ثمّ ان كان قلب في الموزون] بتغير مواضع اصوله ـ بالتقديم والتأخير ـ وأكثر ما يقع في المعتلّ ، والمهموز على ما ذكره نجم الأئمّة ـ رضيّ ـ ، [قلبت الزنة] قلبا(مثله) للتنبيه عليه ، وذلك [كقولك : في آدر] ـ بالمدّ في أوّله ـ وهو : جمع دار ، وهو المحلّ الجامع للبناء والعرصة ـ [أعفل] بتقديم العين على الفاء ـ لأنّ أصل آدر أدور بالواو في وسطه على زنة «أفعل» لأنّه أجوف واويّ ، وأصله من الدّوران ، فقلبوا الواو همزة جوازا ، لجواز قلب الواو المضمومة همزة كما يجيء ـ إنشاء الله تعالى ـ ، ثمّ قلبوها إلى موضع الفاء فقلبت ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها.
(ويعرف القلب) في الموزون :
[١] (بأصله) المعلوم الّذي اشتقّ منه ذلك الموزون وذلك : (ك ـ ناء يناء) بمعنى بعد يبعد(مع النأي) الّذي هو مصدره وأصله المعلوم ، بعدم سماع مصدر له سواه ، فبذلك علم انّه مقلوب ممّا هو على ترتيب ذلك المصدر ، وهو نأي ينأي ، بجعل اللّام إلى موضع العين ، فوزن ناء يناء «فلع يفلع».
[٢] [و] يعرف القلب أيضا في الموزون [بأمثلة إشتقاقه] ، وهي : الكلمات الواردة من مادّته فيما يتعلّق بمعناه ، كالماضي ، والمضارع ، واسم الفاعل ، وأبنية المزيد فيه إلى غير ذلك ، [كالجاه والقسيّ والحادي] فانّ قولهم : وجه يوجه وهو وجيه إلى غير ذلك ، ـ عند الدلالة على حصول الجاه ، وهو : القدر والمنزلة ـ يدلّ على عود الجاه معها إلى أصل واحد كالوجه.
فيعلم انّه مقلوب من الوجه ، على «عفل» ، والقياس بعد القلب أن يقال : «جوه»