وزيادات جمع السلامة في أواخر هذه الجموع ونظائرها كأنّها عوض المحذوف ، وغيرت الأوائل من بعضها تنبيها على أنّ الأصل في جمعها التكسير وان تلك الزيادات ليست لجمع السلامة على الحقيقة.
(وجاء) في هذا الباب الجمع بالألف والتاء مع ردّ اللّام المحذوفة ، كما يقال : (سنوات) ـ بفتح السين والنون ـ ، (وعضوات) ـ بكسر العين وفتح الضاد المعجمة ـ في عضة ـ على زنة عدّة ، وأصلها : عضو فحذفت الواو ، وهي : الفرقة والقطعة والكذب ، ومنه قوله تعالى : (جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ)(١) ، لأنّ المشركين فرقوا أقاويلهم فيه فجعلوه كذبا وشعرا وسحرا ، وقد يقال : في الجمع عضهات ، بناء على ان أصلها العضه ـ بالهاء ـ بدليل الجمع على عضاة أيضا ، فالعضه هو الكذب والبهتان ، ومنه : يعضه بعضهم بعضا ، ويقال للسحر أيضا ، يقال : عاضه ـ أي ساحر ـ. (٢)
(و) جاء بالألف والتاء من غير ردّ المحذوف أيضا ، كما يقال : (ثبات) ـ بضمّ المثلثة ـ ، وقلات ـ بضمّ القاف ـ في ثبة وقلة ، (وهنات) ـ في هنة ـ ، وأصلها : هنوة فحذفت الواو ، وجمعت الثبة على : الاثابي أيضا ، وكأنّه جمع اثبية على «افعلة».
(وجاء) في ذلك الباب في ـ القلّة ـ «افعل» ، كما يقال : (آم) ـ بالمدّ في أوّله ـ في الأمة خلاف الحرّة ، كآكم ـ بالمدّ في أوّله ـ في الأكمة ، وأصل الامة : اموة محرّكة ، وآم في الأصل أءمو ـ بهمزتين ـ قلبت الثانية الساكنة ألفا ، والواو المتطرفة ياء وكسر ما قبلها ، ثمّ تحذف الياء ـ رفعا وجرّا ـ وتثبت ـ نصبا ـ كما في قاض ، وتجمع على : اماء ، وعلى اموان أيضا على «فعلان» بالكسر ـ.
(الصفة) الّتي كانت على ثلاثة أحرف يجمع في التكسير على أوازن مختلفة ،
__________________
(١) الآية : ٩١ الحجر.
(٢) ويمكن أن يكون غاضه بلفظ الماضي بمعنى : ساحركما أشار إليه بعض الشارحين.