أحكام ذي الزيادة
(ذو الزيادة) (١) يكثر في الاسم والفعل دون الحرف ، لعدم التصرّف فيه بالاشتقاق ونحوه ، و (حروفها) عشرة يجمعها قولك : (اليوم تنساه ، أو سألتمونيها ، أو السّمان هويت) ، على «فعلت» بالكسر ـ أي احببت ـ.
وقد يحكي : ان تلميذا سأل شيخه عنها فقال : سألتمونيها ، فقال ما سألتك إلّا هذه النوبة ، فقال الشيخ : اليوم تنساه فقال : والله ما أنساه فقال : اجبتك مرّتين.
وانشد المازني للمبرد حيث سأله عنها :
هويت السمان فشيبنني |
|
وقد كنت قدما هويت السمان |
وقد ركبت منها ألفاظ أخر ، نحو : هم يتسائلون ، ويا أوس هل نمت ، ولم يأتنا سهو ، وغير ذلك.
وقيل : انّما اختيرت هذه الحروف للزيادة؟ لخفة الثلاثة الّتي هي حروف اللين منها ، ومناسبة البواقي لها في المخرج والصفة ، فانّ الهمزة والهاء تجاوران الألف في المخرج ، والميم شفوية كالواو. والتاء والسين : مهموسان تناسبان لين حروف اللين ، والنون : لغنتها يمتد في مخرجها وهو الخيشوم امتداد الألف في الحلق.
واللّام : مخرجها ما دون طرف اللسان فكانها قريبة من الشفوية مع انّها تناسب النون ، فلذلك تدغم هي فيه نحو : من لدنه ، وتحذف معها نون الوقاية كما تحذف مع
__________________
(١) ينسب إلى المصنف انّه قال : ان باب ذي الزيادة باب عظيم مشكل اضطرب في كثير منه أقوال العلماء لاشكاله وتشعب طرقه.