النون فيقال : لعلّي كما يقال : انّي ، كأنّي ، فاجريت مجراها في الزيادة.
ثمّ فسّر كونها حروف الزيادة بقوله : (أي الّتي لا تكون الزيادة لغير الإلحاق ، و) غير(التضعيف إلّا منها) ، لئلّا يتوهّم انّها يلزمها الزيادة ولا تكون أصليّة ، وانّ الزائد كيف كان منحصر فيها مع انّها قد تكون أصليّة نحو : سأل ، وسلم ، وهمل ، ونام.
والزائد قد يكون من غيرها إذا كانت الزيادة للالحاق ، نحو : قردد بزيادة الدال للالحاق بالرباعي ، أو للتضعيف نحو : عرّف ـ بالتشديد وزياده الراء ـ للتضعيف ، وان جاز كون ما زيد للالحاق والتضعيف منها أيضا ، نحو : شملل ، وعلّم ، بالتضعيف.
(ومعنى الالحاق) بالزيادة : (انّها انّما زيدت لغرض جعل مثال على مثال ازيد منه) ، بأن يزاد فيه بقدر نقصانه عن الأزيد في الحروف الاصول على وجه يحصل به توافقهما في عدد الحروف والهيئة من غير تفاوت ، فلذلك منع الادغام فيه مع التجانس ، وكذلك الاعلال مع موجبه ، ومن ثمّه لم يقلب الواو في : جدول ألفا بنقل حركتها إلى ما قبلها كما في مقام ونحوه ، للمحافظة على وزن جعفر.
واضافة الغرض إلى الجعل بيانية ـ أي لغرض هو جعل مثال على مثال أزيد(ليعامل معاملته) على وجه الكمال من غير تفاوت في جميع التصاريف من الماضي ، والمضارع ، والأمر ، واسم الفاعل واسم المفعول ، والمصدر ، ونحو ذلك ان كان فعلا ، والتصغير والتكسير ونحوهما ان كان اسما ، للتوسع في السجع والشعر ونحوهما.
ثمّ ان الأصل الّذي يلحق به غيره امّا رباعي أو خماسي ، وليس في الأسماء المتكّنة والأفعال ثنائيّ بالاصالة حتّى يراد الحاقه بالثلاثي بزيادة الحرف.
وقد يشتمل الملحق به على زائد فيزاد مثله في الملحق أيضا بالتبع فكانه تابع للالحاق ، والأصل فيه : المقابلة بالاصول كما في الحاق ـ علباء (١) بسرداح ، وقرطاس.
__________________
(١) علباء : البعير. السرداح : بالكسر الناقة الطويلة أو الكريمة.